حقوق الاقباط في الفكر السياسي المصري المعاصر

        تعد الحقوق نقطة البدء لعلاقة الإنسان مع المحيط الذي يحيا فيه ويتفاعل معه، كونها الإطار الذي بموجبها تنتظم علاقة الإفراد مع بعضهم البعض وفقا لمنظومة القيم والأفكار والمعتقدات والأعراف الشائعة في المجتمع والدولة، وعلى أساس امتلاك الحقوق وما يترتب عليها تنبثق الواجبات. فالشعوب نشأت بمجاميع بشرية مختلفة سواء في الدين أم في الهوية والموروث الثقافي  وبحسب ما يمر عليها من أحداث تاريخية سياسية وبذلك تعد الشعوب مكان يلتقي فيه التنوع والاختلاف وتكون مساحة الاتفاق والاختلاف فيها مع المجاميع البشرية التي تحتويها وفقاً لماهية التفاعل وبحسب منظومة القيم والافكار والمعتقدات والاعراف الشائعة التي تشتق القوانين منها.

ومن بين تلك الشعوب ، الشعب المصري بجامعته السياسية (مسلمين وأقباطا) فالاقباط يشكلون جماعة سياسية مهمة من الشعب المصري فضلاً عن الجماعة السياسية المسلمة الضامة بنسيجها لجماعة الاقباط ذلك ان الاختلاف فيما بينهما يتشكل بنطاق الدين الذي يدين به كلاهما فقط ولا يوجد اختلاف آخر بينهما .

وتنبثق أهمية اختيار الموضوع لدراسة حقوق الاقباط في الفكر السياسي المصري المعاصر لكونه عينة من عينات شعوب الوطن العربي التي لم تشذ بطبيعتها عن التنوع والاختلاف بتكوين مجموعتها البشرية التي قد تختلف بالدين والثقافة والهوية والقومية وليس في الدين فقط كما هو حال الاقباط في مصر .