ناقشت كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة ( استراتيجيات حل الصراع وبناء بيئة ما بعد السلام دراسة في دور الامم المتحدة في العراق) للطالب (محمد عبد الاله ططر )وهدفت الاطروحة الى مناقشة ظاهرة الصراع التي تعد واحدة من أبرز سمات الاجتماع الإنساني، لذا كانت على الدوام واحدة من أكثر الظواهر التي حظيت بالدراسة والبحث، إذ أجريت دراسات عدة وكتبت أبحاث متنوعة، للوقوف على أسباب الظاهرة ودراسة آثارها على المتصارعين والبيئة المحيطة، كما حاولت هذه الدراسات والبحوث إيجاد الطرق السليمة للتعامل مع الظاهرة بغية حلها ومنع أنتشارها بما يحقق السلام.

     في أعقاب حربين عالميتين أندلعتا في نصف قرن، جاء قيام الأمم المتحدة لغرض إنقاذ الأجيال القادمة من ويلات الحرب، وتوحيد القوى للحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وذلك وفق ما جاء في ديباجة الميثاق الذي جعل من حفظ السلم والأمن الدوليين المقصد الأول من مقاصد الأمم المتحدة. وتحقيقاً لهذه الغاية حدد الميثاق في فصليه السادس والسابع تدابير حل النزاعات سلمياً والتدابير التي من شأنها الوقوف بوجه تهديدات السلم وإزالتها، وقمع أعمال العدوان.

     ومنذ نشاتها، كانت الأمم المتحدة معنية بحفظ السلم والأمن الدوليين، فهو هدفها الأول والأسمى. يفترض ميثاق الأمم المتحدة أن المنظمة الدولية تتعامل مع النزاعات بطرق سلمية عدة تم تحديدها بالفصل السادس منه، كما تطرق في الفصل السابع إلى إمكانية اللجوء للوسائل الأكثر حدة ومنها القوة العسكرية، في حالة فشل وسائل الفصل السادس.

     لقد وضعت الأمم المتحدة الكثير من الأستراتيجيات التي تتناسب مع طبيعة دورها وحجم إمكانياتها بوصفها طرفاً ثالثاً ذي مسؤولية دولية مخول بحفظ السلم والأمن الدوليين. فكانت لها أسهامات فكرية وعملية في مجالات حل الصراع وبناء السلام، على الرغم من بعض العوائق التي واجهتها في مهمتها هذه، منها ما يتعلق بالمنظمة ذاتها ومنها ما له علاقة بطبيعة الصراعات وبيئتها.مع ذلك، دأبت المنظمة الدولية على التعامل مع النزاعات التي تنشأ بين الدول دون التدخل فيما يُعد في صميم الأختصاص الداخلي للدولة، إذ كان النهج السائد في إدارة العلاقات الدولية هو مركزية الدولة كما أقرها نظام وستفاليا المرتكز على مبدأ سيادة الدولة وعلوية هذا المبدأ.

   لقد قادت الطبيعة المتغيرة للصراعات، إذ أصبحت الصراعات الداخلية تشكل التهديد الأكبر للسلم والأمن الدوليين، إلى إعادة تعريف السيادة وفقاً لنهج جديد يشمل مسؤوليات الدولة تجاه مواطنيها، وأوجد ذلك ضرورة إلى تطوير نُهج جديدة وتغيير استراتيجيات التعامل مع الصراع.

   العلاقة بين العراق والأمم المتحدة لها تاريخ طويل لا يبدأ بعد العام ٢٠٠٣، يمكن تقفي أثره منذ أندلاع الحرب العراقية – الإيرانية العام ١٩٨٠، مروراً بالغزو العراقي للكويت العام ١٩٩٠، وصولاً إلى الأحتلال الأمريكي العام ٢٠٠٣ وما تبعه من أحداث.

     عملت الأمم المتحدة في العراق بعد العام ٢٠٠٣ من خلال إطار مؤسسي تشكل بموجب قرار لمجلس الأمن وبتفويض منه، هذا الإطار المؤسسي هو  (UN Assistance Mission For Iraq) وتدعى اختصاراً (UNAMI).وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (جيد جدا عالي) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.وذلك يوم الاحد الموافق 2019/01/27 وعلى قاعة الحرية 

 

Comments are disabled.