ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه (نقد العقل الاسلامي دراسة في فكر محمد أركون) للطالب (مصطفى خليل خضير ) وتناولت الرسالة عدة فصول حيث تضمن الفصل الأول منها الذي جاء تحت عنوان(الاطار النظري لنقد العقل الاسلامي دراسة في المفهوم والدواعي) مبحثين، جرى الحديث في المبحث الاول منه عن مفهوم نقد العقل الاسلامي بشكل عام، وما يشغله هذا المفهوم من معانٍ متعددة تعبر عمّا ينظر له النقد في كل حقبة زمنية في مكان معين، بعد اتباع منهجية التفكيك وما نتج عنها من تفكيك المفهوم الى(نقد، عقل، اسلامي) ثم مقاربة المفاهيم الناتجة عن التفكيك(نقد، عقل، اسلامي) بمفاهيم مقابلة واخرى مرادفة لها، ومنهجية التركيب لاعادة دمج المفهوم وتحديده، اما الغاية من كل ذلك فهو ايجاد مفهوم محدد لنقد العقل الاسلامي بشكل عام،وتناول المبحث الثانيأهميةنقد العقل الاسلامي ودواعيه، وكما لنقد اهمية ودواعي كان له معوقات تمنع ممارسته، ومتطلبات لتحقيقه،وتناول الفصل الثاني منها الذي جاء تحت عنوان(منهجية أركون وسيرته الذاتية)، والذيتوزع إلىمبحثين، خصص المبحث الأول منهالمناقشة السيرة الذاتية لمحمد أركون بشكل مراحل، بينما تطرق المبحث الثاني إلىالانتقالات المنهجية المتحققة في كل مرحلة من مراحل حياته، وهذه الانتقالات يطلق عليها تقنية التأويل عند أركون، في حين تصدى الفصل الثالث منها الذي جاء تحت عنوان(مشروعات محمد أركون الفكرية)، بالمعالجةلثلاثة مباحث، سلط الضوء في المبحث الأول منها علىتاريخ مشروع نقد العقل الاسلامي ومفهومه، الذي انتقل فيه من الاجتهاد والاجماع نظرا لما يعتريهما من نقص وقصور الى نقد العقل الاسلامي، وتحديد مفهومه عنده بصورة خاصة، وبالطريقة ذاتها التي اتبعت بشكلها العام منذ البداية من حيث منهجيتي التفكيك والتركيب، وناقش المبحث الثاني مقومات مشروع نقد العقل الاسلامي وكيفية تحقيقه، وأبرز المعوقات التي توجهه، والمسلمات التي اسهمت بتشكيل هذه المعوقات، وسبل الخروج منها لقيام نقد العقل الاسلامي، وتناول في المبحث الثالث نقد العقل غير الاسلامي والمتمثل بالعقل اللاهوتي وعقل الحداثي وعقل ما بعد الحداثي.

واستمرت الدراسة لتتناول في الفصل الرابع الذي جاء تحت عنوان(المشروع الفكري وطبيعة نقد العقل الاسلامي عند أركون)،والذي توزيعها إلى مبحثين، ناقش المبحث الأول منهالاسلاميات التطبيقية عند محمد اركون، وابرز دواعي الحديث عنها بعدها بديلة عن الاسلاميات الكلاسيكية والاسلاميات الاستشراقية، لما انطوت عليهما من نقوصات واهمالات لجوانب متعدد تم ذكرها، وما يعنيه مفهوم الاسلاميات التطبيقية، والمنهجية المتبعة، التي تحدد ابرز مهامها، الا ان كل ذلك لا يمنع من وجود عوائق محدده لها تم تناولها، وتطرق المبحث الثاني الى نزعة الانسنة في الفكر الاسلامي، فتعقبت الاصول الاسلامية لحقوق الانسان، ودواعي ومبررات الحديث عن النزعة الانسانية، لتحدد مفهوم الانسنة وانواعها وتاريخ ظهورها، وعوامل ازدهاره، وسماتها، وعوامل اضمحلالها واختفائها من الوجود، وكيفية اعادة الانتعاش لها، لتحقيق نزعة انسانية عالمية بوصفها ديمقراطية كونية، وان كان لها معوقاتها الخاصة، ثم تطرقت الدراسة فيالفصل الخامس الذي جاء تحت عنوان (تطبيقات نقد العقل الاسلامي عند أركون) وتوزع على مبحثين، عالج المبحث الاول جدلية السيادة العليا والسلطة السياسية، ومفهوم كل منهما، وتمييزه عن الاخر، وما تشغله هذه الجدلي عبر التاريخ، وعالج المبحث الثاني جدلية الاسلام والعلمنة من حيث مفهومها ومنطقها واصلها واختلافها مع العلمانوية، والتحديات التي تواجهها، وابرز التجارب العلمنة التي مر بها الاسلام والتي تؤكد حضور العلمنة في الاسلام، واسباب اضمحلالها التي تمنع من ظهورها مجددا، وكيفية اعادة ممارستها في الاسلام، واختتمت الدراسة بخاتمة واستنتاجات مهمة.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (جيد جدا ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الثلاثاء الموافق 3/9/2019 على قاعة الحرية .

Comments are disabled.