ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (المرأة في الفكر السياسي اليهودي) للطالبة (بتول طارق اسماعيل) وتناولت الرسالة تعد قضية المرأة من أهم الاشكاليات التي عانى منها الفكر الانساني بشكل عام والفكر السياسي بشكل خاص. إذ بدأت تطرح قضيتها على مستوى الخطاب العام وبشكل اكثر تنظيم منذ نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. اذ قامت النسوة بنشاط قام على تساؤلات غايتها معرفة المسوغات التي استند عليها المجتمع لإضطهاد المرأة في دول العالم كافة منها( اسرائيل) .
عليه فإن الدراسة أنبنت على المشكلة الاتيه: أن من الصعب تحديد دور ومكانة المرأة في الفكر السياسي اليهودي ان الرؤية الفكريه حولها متباينة ومتعدده تبعا لتعدد الاراء وتنوعها وعليه فان التساؤلات تمحورت حول:
١_ كيف ينظر الدين اليهودي للمرأة ودورها سياسيا واجتماعيا؟
٢_ ما الرؤية الفكرية التي تبنتها الحركات والاحزاب الدينية والعلمانية تجاه المرأة؟
٣_ ما التأثير الذي أنتجه الفكر النسوي على واقع المرأة اليهودية في ( اسرائيل)؟
اما فرضية الرسالة قامت على فكره مفادها : (تباين الفكر السياسي اليهودي في تعاطيه مع قضية المرأة قبولا و رفضا، ففي الوقت الذي رفضت وفي احسن الاحوال تحفظت القوى الدينية فان القوى العلمانية شجعتها على ان تمارس أدوار سياسية مهمه، الا ان هذا التباين والاختلاف لم يكن عائقا أمام المرأة اليهودية في ان تكن لها مشاركة واضحه في الفكر السياسي سواء داخل ( اسرائيل) اوخارجها)
لذا فان هيكلية الرسالة التي شكلت متنها تكونت من ثلاث فصول تضمنت العديد من المباحث والمطالب.
الفصل الاول كان بعنوان (( المرأة اليهودية في المصادر الدينية القدسية))
لكل مجتمع دين تعد نصوصه الأساس التي يستند عليها افراد المجتمع في اسلوب حياتهم وتعاملهم مع الاخر( من ابناء دينهم او غيرهم) فان موقف اليهود من المرأة انطلق مما جاء في فقرات التوراة ونصوص التلمود خاصه منذ ما أصطلح عليه خطيئة ( ادم وحواء) و أثارها التي كانت اكثر تشديد وتركيز على المرأة دون الرجل فضلا عن القصص والاحكام والتعاليم التي تخص المرأة ونتائجها على المجتمع اليهودي .
اما الفصل الثاني عنون ب(( المرأة اليهودية في فكر الحركات والاحزاب السياسية ( الاسرائيلية) )) تحدثت الدراسة هنا عن أهم الاحزاب الدينية والعلمانية وموقفها من المرأة اليهودية، اذ ان لكل حزب سياسي برنامج سياسي يستند للمرجعية الفكرية التي يؤمن بها فالاحزاب ذات الخلفية الفكرية القائمة على المصادر الدينية( التوراة، التلمود، فتاوى الحاخامات) ومن يقف ورائها من (حاخامات، جمهور متدين) عملت كل ما بوسعها لأبعاد المرأة عن المجال العام وخاصه السياسي واتهام من تمتهن هذه المهنة بانها ملعونة وساحرة وغير ذلك من التهم الأخرى.
مقابل ذلك الاحزاب العلمانيه التي تؤمن بمرجعية فكرية تركد ان للأنسان الحق ان يمارس مايريد مادام هذا الامر ضمن مجال حريته وكفائته … فأستطاعت المرأة العلمانية ان تجلس الى جانب الرجل المتدين في الكنسيت مطالبه بحقوق بنات جنسها، بل منهن. من تصدر مواقع القرار وأمتلكن زمام المبادرة مثل ( غولدا مائير، تسيبي ليفني).
اما الفصل الثالث فوسم ب(( المراة اليهودية في فكر الحركات النسوية ( الاسرائيلية) ))
نشطت الحركة النسوية في اسرائيل مطالبه بحقوق النساء اليهوديات ، وكان نشاطها باتجاهين
فكري وتنظيمي، كان النشاط الفكري على اتجاهين متدين ( يؤكد على وجود علاقه بين الدين والنسوية) وعلماني ( يرى استحالة الجمع بين الدين والعلمانية لان الدين هو السبب الاول للاضطهاد الذي مارس ولا زال يمارس ضد المرأة)، اما التنظيمي فان الحركات النسوية أسست العديد من المراكز والمنظمات النسوية قبل وبعد قيام ( اسرائيل) منها من كانت ذات نشاط واحد مثل( نساء الهيكل) وأخرى متعددة الأنشطة مثل( المجلس القومي للمرأة اليهودية) .
ختاما الفكر اليهودي بمجمله متناقض فالديني منه وقف من المراة باتجاهين ايجابي منهن النبيات( خلدة) واخرى قاضية(دبورة) وثالثة حافظت على شعبها من الابادة( استير، يهوديت)
واخر سلبي إذ توجد العديد من الأحكام والتعاليم التي قللت من شأنها وحقوقها فلا حق لها في ممارس طقوس دينها فضلا عن تعلمه وقراءة ماجاء فيه…
اما الفكر السياسي الديني منه رفض مشاركتها بشكل قطعي( كأغودات اسرائيل)، واخر قبل مشاركتها السياسية بحدود ضيقة جدا( كالمفدال) .. اما الفكرين العلماني والنسوي فقد عمدوا للتأثير على الحكومة لتشريع قوانين تضمن حقوق المرأة من الجوانب( الدينية، الاجتماعية السياسية) والسماح لها بالمشاركة في مؤسسات الدولة فضلا عن معالجة الفكر النسوي لقضايا عدة منها( اصل الخطيئة، الجندر، السياسة) وغيرها..
مع كل المحاولات التي تبذلها القوى والمؤسسات العلمانية والحركات النسويه في( اسرائيل) لضمان مشاركة المرأة اليهودية في الحياة العامه ومنها السياسة لكن لازالت نسبة تواجدها قليلة جدا على ارض الواقع.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (امتياز)متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 25/6/2020 على قاعة جهاد الحسني .

Comments are disabled.