ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير( الحرب اليمنية واثرها على الأمن القومي السعودي بعد العام 2011 ) للطالبة ( سجى عادل علي )وتناولت الرسالة البحث في الحرب اليمنية وتأثيرها على الامن القومي السعودي بعد العام 2011م، فقد شهدت المنطقة العربية في هذه الفترة موجة من التظاهرات والاحتجاجات الامر الذي فرض على الدولة الوطنية عدداً من التحديات على المستوى المحلي والاقليمي والدولي، وقد كانت اليمن من بين الدول التي تأثرت بموجات الربيع العربي وتطورت الاوضاع فيها حتى وصلت الى مرحلة الحرب في العام 2014م، لذا سعت المملكة الى تقديم المبررات والاسباب من أجل تدخلها في الشأن اليمني، فأهمية اليمن الحيوية تتلخص في الموقع الجيوستراتيجي الذي تشرف عليه اليمن من سيطرتها على ثلاثة مسطحات مائية( بحرالعرب- خليج عدن-البحرالاحمر)، فضلاً عن الجوار الجغرافي مع المملكة فتمثل الاداء السياسي السعودي بزيادة الانفاق العسكري وتوسيع شبكة العلاقات الاقتصادية، فضلاً عن اقامة التحالفات الامنية لمعالجة الاختلالات وفرض توازنات جديدة غير التوازنات التي فرضها الحوثيون بعد انقلابهم على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي نصت عليه المبادرة الخليجية وألية تنفيذها، وذلك من لجوء المملكة للخيار العسكري فقد جاء التصور السعودي أن الخيار العسكري سيسهم في تأمين أمن المملكة ومنع التهديدات المحيطة بها التي من الممكن أن تؤثر على أمن المملكة في المستقبل، فجاء تدخلها تحت حجة اعادة الشرعية ومحاربة الحوثيين الذين عدتهم متمردين وانقلابين، فضلاً عن مساعدة الولايات المتحدة الامريكية في حربها على الارهاب وذلك من أجل كسب التأييد الدولي، لذا اعتمدت المملكة في ادائها السياسي على استراتيجية اقتصادية وأمنية متكاملة, أذ اتاحت لها الثروة النفطية التي تتمتع بها الحرية لتعزيز وتوسيع التعاون الاقليمي والدولي على الصعيدين الاقتصادي والأمني، فالأمن يبقى هو الهدف الاول والاساسي لجميع الدول وهو الملف الاكثر أهمية والاكثر تعقيداً لعدة اسباب اختلفت من دولة الى اخرى، وعلية توزعت الرسالة الى اربعة فصول وهي كالاتي:
يعالج الفصل الاول الاهمية الجيوستراتيجية لليمن اقليمياً ودولياً وماهي المقومات التي تمتلكها الدولة اليمنية لكي تاخذ هذا الحيز من الاهتمام, وماهي المكانة اليمنية في الفكر الاستراتيجي السعودي.
في حين يبحث الفصل الثاني في الاسباب التي أدت الى التحاق اليمن بموجة الربيع العربي, ومن ثم تطور هذه الازمة الى حرب شملت اطراف عدة محلية واقليمية, لتصبح اليمن بذلك احدى ساحات الصراع الاقليمي في المنطقة العربية.
بينما يهتم الفصل الثالث بالأمن القومي السعودي وماهي الاثار التي سوف تتركها الحرب اليمنية على المملكة لاسيما في ظل التقارب الجغرافي بينهما، الذي يفرض على المملكة حتمية التدخل سواء كان ذلك عن طريق المساعدات الاقتصادية، أم المفاوضات، أو دعم جماعات محلية معينة، أو اللجوء الى الخيار العسكري.
واخيراً يقدم الفصل الرابع مجموعة من المشاهد المستقبلية التي تنقسم الى سيناريوهات عدة لكي نعطي تصوراً للحرب اليمنية وآثارها على الأمن القومي السعودي في المستقبل المتوسط.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (امتياز)متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاثنين الموافق 6/7/2020 على قاعة جهاد الحسني .

Comments are disabled.