تمت بعونه تعالى مناقشة اطروحة الدكتوراه / فرع الفكر السياسي للطالب علي محمد حسين  الموسومة (تأثير المتغيرات الاقليمية في العلاقات السعودية – الامريكية بعد عام 2001 ) في يوم في يوم الاثنين الموافق 30/1/2017، وعلى قاعة الاستاذ الدكتور جهاد الحسني

حيث تألفت لجنة المناقشة من التدريسيين

أ.د. سرمد عبد الستار امين / رئيساً.

أ.م.د. سعد ارزيج ايدام  / عضواً.

أ.م.د. فايق حسن جاسم / عضواً.

أ.م.د. جاسم محمد مصحب  / عضواً.

أ.م.د. مصطفى جاسم حسين / عضواً.

أ.د. حميد حمد فهد  / مشرفاً.

 

يفرض قيام العلاقات الثنائية بين وحدات النظام الدولي وجود مصالح مشتركة  مع السعي لتحقيق المصلحة القومية لأي دولة ، كونه الهدف الآسمى في إطار السياسة الخارجية . أي أن الدول تتصرف في إطار سلوكها السياسي الخارجي وفق مصالحها القومية . كما أن طبيعة هذه المصالح ، و الأهداف التي تكمن ورائها و على النحو الذي يدركه طرفا العلاقة ، تفضي الى تدعيم العلاقات الثنائية بين الدولتين بأتجاه التعاون بما يعزز نموها و ازدهارها ، أو قد تقود الى التقاطع بسبب الاختلاف في رؤية و سلوك كل من طرفي العلاقة بغية ضمان مصالحه القومية .. و من ثم تدفع بأتجاه مغاير قد يبلغ مستوى القطيعة بينهما ، أو اعادة النظر في بعض جوانب تلك العلاقة .

و هكذا ،فأن تحليل العلاقات السعودية – الامريكية و التي وصفت بأنها علاقة تحالفية   خاصة – يتطلب فهم حقيقة تلك العلاقة و جذورها التأريخية ، و من ثم فهم طبيعة الأهداف و المصالح المشتركة التي قامت عليها و سلوك كل من طرفيها تجاه الاخر في الوصول الى  تحقيقها .. و كذلك التعرّف على القيود و المشكلات التي تعترض سبيلها .

بدأت العلاقات بين الدولتين رسمياً ، منذ مطلع أربعينيات القرن الماضي ، و تعززت لاحقاً و بلغت مرحلة متقدمة من الرسوخ و النضج أثناء الحرب الباردة ، متخذة ابعاداً عدة في الميادين السياسية و الاقتصادية و الأمنية و العسكرية . و بخلاف الاعتقاد السائد بين العديد من المعنيين ، لم تكن العلاقات السعودية – الامريكية في حالة توافق دائم ، بل شهدت على إمتداد العقود الماضية حالات من التباعد و التقارب و الالتقاء و الافتراق في منعطفات سياسية عديدة ، فرضتها رؤية و سلوك كل من طرفيّ العلاقة في تعريف مصالحه القومية و إهتماماته نتيجة الظروف الحاكمة – في البيئة الإقليمية و بقدر اقل في البيئة الدولية . و من اهم القضايا الخلافية التي إنعكست سلباً على مسار العلاقات الثنائية ، كان الحظر النفطي الذي قادته العربية السعودية اقتصادياً اثناء الحرب العربية – الإسرائيلية عام ١٩٧٣ ، بوصفه سلاحاً في المعركة ، و أزمة عام ١٩٧٩ التي نشبت بين الدولتين حول قضايا إقليمية متداخلة ، تلك الأزمة التي كادت أن تودي بالعلاقات الدبلوماسية بينهما ، ثم هجمات الحادي عشر من أيلول / سبتمبر عام ٢٠٠١، و ما فرضته من تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقة بين البلدين ، جراء تصاعد ظاهرة الاٍرهاب و التطرّف الدولي و معطياتها الإقليمية ، و التي فرضت حالة من المراجعة أو إعادة تعريف العلاقات القائمة بين الدولتين منذ عقود .

 

Comments are disabled.