ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة “إدارة صراع الطاقة في حوض شرق المتوسط وإنعكاساته على الاستقرار الإقليمي بعد عام2009” للطالب “سيف حيدر سالم”.
وتناولت الاطروحة موضوعاً معقداً وحيوياً كانت الطاقة وأمنها محوره الأساسي، إذ شكلت استكشافات الطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط بعد عام 2009م النواة الحقيقة للصراع الحالي، فهي استطاعت ان تحيي الصراعات القديمة وتحدث صراعات وجبهات جديدة على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي دراستنا هذه محاولة التنبؤ فيما يمكن أن تؤول اليه تلك الصراعات مستقبلاً ومدى إمكانية تأثيرها في الاستقرار الإقليمي والذي يعتمد على الكيفية التي تدار بها الصراعات في ظل بيئة النظام الدولي الحالي.
ومن ثم انطلقت الدراسة من تناول المقاربة النظرية لظاهرة الصراع حول موارد الطاقة وادارته وفقاً للنظريات الكلية والجزئية في حقل العلاقات الدولية، والتي تفسر سبب تلك الظاهرة وعلاقتها بالموارد الطاقوية.
كذلك بينت أهمية البحر المتوسط للدول كافة ذات العلاقة بموضوع الصراع ومن النواحي (الحضارية، والتأريخية، والجيوسياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية) جميعاً لتعطينا صورة واضحة عن مكانة حوضه الشرقي في مرونة الحركة السياسية والاقتصادية اقليمياً ودولياً، ومدى تأثير هذه المنطقة في التوجهات الإستراتيجية الآنية والمستقبلية، لاسيما بعد استكشافات الطاقة عام 2009م وعودة التجاذبات والإستقطابات التي كانت ساريه خلال مدة الحرب الباردة. ليأتي بعدها الربط بين إشكاليات ترسيم الحدود البحرية والصراع حول الطاقة في شرق البحر المتوسط الذي ازداد، بسبب التعري الطاقوي لأغلب بلدان المنطقة، ومدى تأثير المتغير الأول في الثاني وانعكاساتها على مستوى البيئة الإقليمية والدولية.ولأجل استشراف مسار الصراع حول الطاقة في شرق البحر المتوسط فقد وضعت الأطروحة مقاربة لإستراتيجيات القوى الفاعلة في ذلك الصراع، والتي قادتنا إلى وضع ثلاثة سيناريوهات مستقبلية الأول كان حول إمكانية التكامل، والثاني تحدث عن احتمالية الحرب، والثالث عن إمكانية استمرار الصراع دون الوصول حد الحرب وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً حسب المعطيات آنفة الذكر.
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه وبتقدير “جيد جداً عالي” متمنين لجميع طلبتنا الاعزاء الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.
