ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة (الشعبوية في سياسة اليمين الاسرائيلي) للطالب (خالد طارق عبد الرزاق ) وهدفت الاطروحة الى دراسة الأحزاب والحركات الشعبوية اليمينية والتي أصبحت لاعباً رئيساً على الساحة السياسية الإسرائيلية منذُ ستينيات القرن الماضي، نتيجة للصراعات المُتَعلِّقة بإدراج وإقصاء الجماعات الاجتماعية الفرعية التي ميَّزت المُجتمع الإسرائيلي منذُ نشأته. حيثُ تنبع هذهِ الصِراعات مِن تفاعُل عِدَّة عوامل ومنها: التوتُرات الحاصِلة نتيجة الفهم المُهيمن لِمفهوم (الشعب اليهودي) باعتبارهِ مجموعة دينية وطبيعتهِ غير المُتجانِسة، والصِدام الدائم مع السُكانالأصليين الفلسطينيين، والوضع المُستَمِر في الأراضي الفلسطينية المُحتَلَّة، فضلاً عن النزعة المركزية الأوروبية (الأشكنازية) المُهَيمِنَة داخل المجتمع الإسرائيلي.
إذ شَهِدَت (إسرائيل) صِراعاتٍ مُستَمِّرة حول دمج وإقصاء الجماعات الاجتماعية المُختَلِفة داخل المُجتمع الإسرائيلي مثل العرب في داخل (إسرائيل)، واليهود الشرقيين، واليهود المُهاجِرين مِنَ الاتِحاد السوفيتي. وفي ظِل هذا المُجتمع المُنقَسِم، أصبحت دالة (الشعب) النُقطة المرجعية الرئيسية في دستور الهويات المُتَصارِعة داخل المُجتمع. وأصبحت الشعبوية سِمة مركزية للنظام السياسي الإسرائيلي. حيثُ لَعِبَ الخطاب الشعبوي سواء الشمولي أو الإقصائي دوراً رئيساً في تعزيز هيمنة هذهِ الأحزاب على القرار السياسي.
ولقد جاءت هذهِ الدِراسة (الشعبوية في سياسة اليمين الإسرائيلي) لِتُلقي الضوء على هذهِ الظاهِرَة، حيثُ تمَّ تَقسيمُها إلى أربعة فصول، فضلاً عن مُقدِّمة وخاتِمَة، فقد جاءَ الفصل الأول (في مفهوم الشعبوية ونماذِجِها) ليتناول مفهوم الشعبوية ونماذِجِها في كُل مِن أوروبا وأمريكا. وناقش (الفصل الثاني الليكود وظهور الشعبوية في إسرائيل) بِدايات ظهور الشعبوية في إسرائيل تحت قيادة (مناحيم بيغن). والتحولات التي طرأت على الحزب في التحول مِنَ النموذج الكينزي/ الفوردي إلى النموذج ما بعد الفوردي/ النيوليبرالي ومرحلة ما بعد الشعبوية تحت قيادة (بنيامين نتنياهو). فيما جرى بحث الدينامية المُعَقَّدة للنزعة الشمولية/ الإقصائية لـ (شاس) في الفصل الثالث الذي حمل عنوان (شاس انموذجاً للشعبوية الشمولية/ الإقصائية في إسرائيل) مِن خِلال استعراض أبرز السِمات لِخِطابهِ الشعبوي وأبعاد هذا الخِطاب. أما الفصل الرابع والأخير، والذي حمل عنوان (إسرائيل بيتُنا انموذجاً للشعبوية الإقصائية في إسرائيل)، فقد ناقشنا فيه الرؤية الإقصائية التي طرحها (إسرائيل بيتُنا) بقيادة (أفيغدور ليبرمان)عِبرَ استعراض أبرز سِمات خِطابهِ الشعبوي الإقصائي، فضلاً عن رؤيته للديمُقراطية الشعبوية والسياسات النيوليبرالية التي تبنَّاها. وأخيراً جاءت الخاتِمة لِنُسَجِّلَ فيها أبرز ما توصلَّ إليهِ الباحث.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (امتياز ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 2/5/2019 على قاعة الحرية.