ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة (طبيعة المؤسسة العسكرية العراقية بعد العام 2003 ) للطالبة (نيران عدنان كاظم) وتناولت الاطروحة تادية المؤسسة العسكرية دوراً مهماً في الحياة السياسية لدول العالم النامي ومنها العراق وأسباب هذا الدور عديدة ومتنوعة منها ما يتعلق بطبيعة المؤسسة العسكرية ذاتها من حيث الصرامة والهيكلية والانضباط وامتلاكها أدوات القوة والإكراه ومنها ما يعود إلى طبيعة التحولات السياسية والاجتماعية ما بعد الاستقلال أو المساعي لبناء الدولة بعد الاستقلال وامتداد هذا الدور حتى لفترات بعيدة بعد الاستقلال .
في العراق موضوع دراستنا ، فإن طبيعة المؤسسة العسكرية قد تبدلت بتبدل النظم السياسية وأنماطها ما بين ملكية وجمهورية ، جمهورية منفتحة وجمهورية مستبدة وأخيراً جمهورية نيابية ديمقراطية بعد عام 2003 .
وقد اتسمت طبيعة المؤسسة في بداية تأسيس الدولة العراقية بأن كان لها دور مهم وأساسي في عملية بناء الدولة باعتبارها الأداة الأكثر انضباطاً من المؤسسات المتواجدة أثناء عملية تشكيل الدولة ولتصبح فيما بعد القوة المؤثرة في تحديد توجهات الحكومات العراقية المتعاقبة سواء عبر تسنم المناصب المهمة أو في الأحداث ومنها الانقلابات العسكرية التي غيرت من شكل العراق وليشهد العراق والمنطقة العربية أول انقلاب عسكري على يد بكر صدقي وليفتح بوابة الانقلابات منذ ذلك الحين.
ومنذ تلك اللحظة دخل العراق دوامة الجمهوريات المستبدة وليسهم رجالات العسكر بتحديد طبيعة الحياة السياسية في العراق وتقييد الحريات السياسية والمدنية وليتوج التاريخ العراقي والحياة السياسية العراقية بهيمنة شخصية هي ليست عسكرية أصلاً على مقاليد السلطة منذ عام 1979-2003 ، وبسبب التوجه الاستبدادي لهذه الحقبة شهد العراق عسكرة المجتمع وجرَّ البلاد لمغامرات داخلية وخارجية ولينتهي النظام الاستبدادي على يد قوة خارجية هي الولايات المتحدة الأمريكية.
أما بعد عام 2003 فقد اختلف هذا الدور وتم تحديد الوظيفة الحقيقية للمؤسسة العسكرية بكونها المدافعة عن حدود الوطن وتحقيق الأمن بوجود قيادة مدنية لهذه المؤسسة بموجب دستور العراق النافذ لعام 2005.
ومع إشراك المؤسسة العسكرية العراقية في قضايا أمنية داخل حدود الدولة بسبب الضرورات الوجودية التي اقتضتها محاربة الإرهاب وبالأخص عصابات داعش الإجرامية وبالرغم من وجود العديد من المعوقات السياسية وغير السياسية لعمل هذه المؤسسة ، إلا أنه يمكن التأكيد على إن توجهات المؤسسة العسكرية وطبيعتها أصبحت محكومة بفلسفة سياسية ديمقراطية وقيادات مدنية منتخبة مع وجود بعض العوامل التي ستعمل على تحديد مستقبل هذه المؤسسة من حيث التقدم أو البقاء على وضعها الحالي.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالبه بتقدير (جيد جدا”) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاربعاء الموافق 29/5/2019 على قاعة الحرية .