ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (الفكر السياسي عند الصوفية ) للطالبة (مريم ثابت نعمان )وتناولت الرسالة يُعدّ التصوف الاسلامي شأنه شأن التيارات الفكرية الأخرى التي آثارت إهتمام أغلب الدراسات العربية وغير العربية، والتي دار الخلاف بشأن ماهيتها الذي إمتد من التسمية الى النشأة فضلا على الأصول الفكرية، فقد تعددت وإختلفت آراء العلماء بشأنها، فمنهم من قارب الصواب، ومنهم من حاد عن سنن الاستواء.
إنّ التصوف الإسلامي يُعدّ ظاهرةً إختلف إزاءها الباحثون، فمنهم من يراها: دخيلة على الإسلام وفدت اليه من حضارات وتيارات اجنبية كالثقافة اليونانية والفارسية والنصرانية والهندية، ومنهم من يراها: تنتمي الى الإسلام بدأت زهدا، ثم صارت فلسفة.
وقد نشأ التصوف الإسلامي: كظاهرة فردية تدعوا الى الزهد والتشدد في العبادة للابتعاد بالنفس عن الانغماس في الترف، غير انّها ما لبثت ان تطورت تلك الظاهرة حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم (الطرائق الصوفية)، وصار نظاما له إتجاهات عقائدية وعقلية ونفسية وسلوكية مكونة تيار فكري مهم من الواقع الإسلامي. فعلى على الرغم من خلافات الصوفية مع التيارات الإسلامية الأخرى في العديد من المسائل، غير انّها إمتازت في أحيان كثيرة بمواقفها المعتدلة، والتي كانت سبباً رئيساً في بقائها وظهورها: كتيار إسلامي معتدل إستمر منذ القرون الأولى الى يومنا هذا.
لقد أسهمت الصوفية في إثراء الفكر السياسي الإسلامي، إذ ما عرفنا: إنّ الصوفية كغيرها من التيارات الإسلامية كان لها دوراً مهم وبارزاً في تبني الأفكار والنظريات بشأن إلامامة وشروطها، وانّ اهم ما يميزها هو: تبنيها طروحات وأفكار التيارات الاسلامية الفكرية الأخرى، مع قولها بجواز إمامة المرأة، فضلا على تبنيها خيار عدم الخروج على السلطة، والدعوة الى السمع والطاعة للحاكم، كما لا يمكن الاغفال عن الدور المهم والفعال الذي قدمه التيار الصوفي في مجال الجهاد سواء أكان ذلك على المستوى النظري أم العملي، ولمدد عدة، وأهم أنواع الجهاد ، وشروطه ذلك فضلا على الدور الفعال والمهم الذي طرحه التيار الصوفي في مجال منظومة الحقوق والحريات بمجالاتها كافة سواء أكان ذلك في الحريات السياسية والفكرية ام الاقتصادية والاجتماعية .وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (جيد جدا )متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 18/6/2020 على جهاد الحسني .
