ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (التنافس الروسي الامريكي في منطقة الشرق الأوسط بعد 2011 :دراسة حالة سوريا والعراق) للطالبة (شذى لطيف عبد الرسول)وتناولت الدراسة التنافس الروسي الامريكي في منطقة الشرق الأوسط بعد 2011 (دراسة حالة سوريا والعراق). إذ خلصت الدراسة الى أن المحاولات الروسية لمنافسة الولايات المتحدة الامريكية في منطقة الشرق الأوسط قد بلغت اوجها عبر توسع روسيا في علاقاتها مع دول منطقة الشرق الأوسط في مجال تجارة الاسلحة. فضلا عن، المجال الاقتصادي والامني. إذ عمقت روسيا علاقاتها مع دول فاعلة في الشرق الاوسط منها تركيا وايران. فصلا عن ذلك، عدت المنطقة من أهم مناطق العالم في المدرك الاستراتيجي الروسي– الامريكي لما لها من ثروات طبيعية هائلة لاسيما النفط والغاز الطبيعي. إذ أن روسيا تخشى فرض سيطرة أمريكية كاملة على المنطقة. ومع توفر المكان والزمان المناسب لروسيا للتواجد بصور أكبر في منطقة الشرق الأوسط عن طريق الازمة السورية التي بدأت في عام2011. ولقد جاء التنافس الروسي الامريكي تجاه سوريا نتيجة لظهور قوى اقليمية ودولية بين مؤيد ومعارضة للحراك السوري. إذ رفضت روسيا جميع الدعوات للمطالبة بتغير نظام الرئيس (بشار الاسد) وعدت ذلك أن تغيير النظام الحاكم في سوريا يعني تحجيم النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط، ولقد تبنت الولايات المتحدة الامريكية دعم الفصائل المعارضة السورية، وطالبت بتغير الرئيس السوري (بشار الاسد). لذلك، اتخذت الأزمة السورية منحى اخر غير المطالبة بالاصلاح بعد زيادة التدخلات الروسية الامريكية في سوريا من أجل تحقيق مصالحهم الحيوية في الشرق الأوسط عن طريق البوابة السورية، والتي أصبحت ساحة للتنافس الروسي الامريكي في سوريا. في ظل الازمة السورية والتنافس الروسي الامريكي في سوريا. سعت روسيا الى تثبيت مكانتها اكثر في منطقة الشرق الأوسط من خلال العراق. اذ يقع العراق ضمن الدائرة الاوسع للأهتمام الروسية من حيث مصادر الطاقة والمكانة الجيواستراتيجية. اذ يحظى العراق بمكانة متقدمة في الاستراتيجية الروسية الامريكية التي أصبحت على مستوى عال من الدقة والموضوعية وبخاصة في ظل التحولات التي تشهدها البيئة الإقليمية في الشرق الأوسط وكذلك على المستوى الدولي. بعد ان جاء الانسحاب الامريكي من العراق عام 2011 وفقاً الاتفاقية الاطار الاستراتيجي في عام2008، بين الولايات المتحدة الامريكية والعراق، وفي عام 2014 واثناء سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على أجزاء من الأراضي العراقية، لجأت الحكومة العراقية إلى روسيا التي زودت العراق بمختلف الأسلحة والطائرات الحربية والمقاتلة، مما ساعد العراق على صد هجمات التنظيم (داعش) بعد ان تأخرت أمريكا في تقديم دعم العراق في مواجهة التنظيم (داعش). بعد ذلك، تحركت أمريكا وبدعم مالي ولوجستي للعراق عن طريق التحالف الدولي لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، ومن اجل السيطرة على تمدد النفوذ الروسي في العراق. فضلا عن، الحد من النفوذ الايراني في العراق.
في الختام, وباختصار إن مضمون العلاقات الدولية هو التعاون والصراع ورغم التنافس بين روسيا وامريكا في المناطق الجغرافية كافة ومن ضمنها الشرق الأوسط فالدولتان تتنافسان فيما بينهما ضمن اطار مقومات وقدرات الطرفين وبما لا يخل بالأمن القومي او المصلحة القومية لهما . وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (جيد جدا ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاحد الموافق 29/11/2020 .
Comments are disabled.