ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (الطروحات الفكرية الامنية لمدرسة كوبنهاكن ) للطالب ( عباس شاتي ثجيل الربيعي ) وتناولت الرسالة عدةِ محاور جوهرية ضمن إطار الفكر السياسي الغربي المعاصر، والتي بدأت بتنظيرات المفكرين وإِستعمال النقد والتحليل والإِستيضاح لأًهم الطروحات الفكرية الأمنية من بداية التاريخ وإلى الوقت المعاصر وصولاً إلى طروحات المدارس النقدية كمدرسة ويلز وباريس ومدرسة كوبنهاكن، وانطلقت الدراسة من مشكلة اساسية عن طريق التساؤل عن الكيفية التي أسهمت بها مدرسة كوبنهاكن في إحداث تحول أبستمولوجي في الدراسات الأَمنية على مستوى النظرية الأَمنية وبعد الخوص في طروحاتها الفكرية وجدنا أنَّ لمدرسة كوبنهاكن طروحات فكرية أمنية حديثة ساهمت في تفسير الظاهرة الأَمنية بشكل يختلف عن تفسير الإِتجاه التقليدي الذي ساد مُدَّة الحرب الباردة.
عالجت الدراسة الجذور الفكرية للطروحات الأمنية ليتم تناول الطروحات الفكرية الأمنية للاتجاه التقليدي التي سادت مُدّة الحرب الباردة، والإِنتقال بعدها إلى الإِتجاه النَقديّ الحديث عن طريقِ التركيز على مدارس رئيسة، وهي مدرسة ويلز وباريس وكوبنهاكن مع توضيح المصادر والمرتكزات الفكرية لمدرسة كوبنهاكن والتي تجسدت بمحورين رئيسيين، هما: المصادر الفلسفية المتمثلة بأفكار فلاسفة عصر النهضة كل من هوبس وجون لوك، فضلا عن الفلسفتين النيوواقعية والنيوليبرالية، والمصادر السوسيولوجية المتمثلة بالنظرية البنائية وما بعد البنيوية والنقدية، لتعالج الدراسة المرتكزات الفكرية، وهي أمن الفرد وأمن المجتمع، وقوة الدولة، والأَمن الإِقليميّ والعالميّ، وبعدها إلى تناولِ نظريات المدرسة الثلاث، وهي: نظرية الأمن المجتمعي، ونظرية الأمننة ،ونظرية المركب الأمني الاقليمي، والتي كانت أدوات التحليل الرئيسة للمدرسة في تفسير الظاهرة الأمنية.
كما تناولت الدراسة قضايا مدرسة كوبنهاكن المؤثرة على الامنِ العالميّ ، فقد ركّز على أفكار المدرسة تجاه قضايا العولمة والهجرة غير الشرعية والإرهاب، فضلاً عن القضايا الإِجتماعية والإِقتصادية والبيئية، وهي تعدُّ قضايا مهمة في الفكر السياسي الغربي المعاصر.
وتمخضت الدراسة عن مجموعة من الاستنتاجات وكما مثبتة في نهاية الرسالة ولا بأس من الاشارة الى بعض منها :
1-إِستطاعت مدرسة كوبنهاكن عن طريق طروحاتها الفكريَّة الأَمنية أَنْ تجد لها موطئ قدم في زحمةِ المدارسِ الفكريَّة الغربيّة، إِذ أَنَّها إِستطاعت أَنْ تُؤسس لفكر أَمني نَّقْديّ قائم على أساسٍ علميٍ يرفض الإِتجاه التقليدي
2-توغُّل الطروحات الأَمنية في تاريخ الفكر السياسي الغربيّ .
3-ان الامن مرتبط مرتبطا بخمس قضايا مهمة، وهي القضايا السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، والبيئية، فضلاً عن ترابط تلك القضايا مع بعضها بعضاً .
4-تَعّد مدرسة كوبنهاكن الأَمن بناءاً اجتماعياً يتم بين الفرد والمجتمع والدولة، ويتعلق بمسالة البقاء(الوجود).
5-تَميَّز النهج الفكري للمدارس الثلاث (ويلز، باريس، كوبنهاكن) بنَقْدّ الإِتجاه التقليدي الذي رَكّزَ على مفهوم الأَمن الدولاتي.
6-إِرتكز فكر مدرسة كوبنهاكن ومنهجها على فلسفات واتجاهات فكرية عديدة، كالنيواقعية، والنيوليبرالية، والبنائية، وما بعد البنيوية والنَّقْديّة.
7-ساهمت مدرسة كوبنهاكن في رفدِ الفكر السياسي بثلاث نظريات فكرية أَمنية مهمة، وهي: نظرية الأَمن المجتمعي، ونظرية الأَمننة، ونظرية المُرَكَّب الأَمني الاقليميّ.
8-ركَّزت مدرسة كوبنهاكن على فكرة الأَقلمة في حلّ المشاكل والتهديدات الأَمنية العالمية بدلاً من الحلول الأُممية.
9-رَكَّزت المدرسة في طروحاتها الأَمنية على أهم القضايا السياسية المؤثرة على الأَمن العالميّ.
10-تَعُدُّ القضايا البيئية من القضايا المهمة في الأَمن الدولي وهي جديرة بالإِهتمام؛ لكون تدهورها يؤدي إِلى تدهور القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا ما أثبته الواقع نتيجة إِنتشار جائحة كورنا (كوفيد 19) وما آلت إليه من تداعيات في المجالات كافة.
وقد منحت درجة الماجستير للطالب بتقدير (جيد جدا عالي ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 9/9/2021 على قاعة جهاد الحسني .