ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (الإصلاح السياسي في العراق بعد العام ٢٠١٤ بين تحديات الداخل والخارج) للطالب (خالد حميد عيسى ) وتناولت الرسالة موضوع الإصلاح السياسي الذي يعد من بين المواضيع المهمة التي تنادي بها القوى السياسية العراقية. لذا شهّدت نقاشات عديدة على مستوى الخطابات السياسية للسلطات والمعارضة على حدٍ سواء في وقتنا الحاضرفي ظل ما تشهده الدولة العراقية من أزمة حقيقية متعددة الجوانب والأبعاد في مجال الإصلاح السياسي .

فمن المسلمات انني لستُ اول من تناول موضوع الإصلاح السياسي ،الا انني تناولت أفكار ومعلومات حديثة تناسب المتغيرات التي يمر بها بلدنا العزيز ،فموضوع الإصلاح السياسي يعد محاولة تحليل أبرز المتغيرات في دراسة مفاهيم الإصلاح السياسي والتطرق إلى أهميته ومجالاته وآلياته،واستناداً لما تقـــــدم، أذ تم تقسيم الرسالة على ثلاثة فصول، فقد تطرق الفصل الأول إلى الاطار المفاهيمي العام للإصلاح السياسي، اما الفصل الثاني فقد تطرق الى التحديات الداخلية لعملية الاصلاح السياسي في العراق ، وفيما يخص الفصل الثالث حيث تطرق الى الضغوط الاقليمية والدولية على عملية الاصلاح السياسي في العراق.

فتناولت هذهالرسالة وفقاً لفصولها الثلاث ايضاح مسار عملية الاصلاح السياسي في الدولة العراقية بعد العام 2014، وما رافق هذه العملية من مفارقات وتحديات داخلية وخارجية، لاسيما وان مسار العملية السياسية للدولة العراقية، قد واجهت وما زالت تواجه العديد من التحديات الداخلية والضغوط الخارجية، وعلى مختلف المجالات منها السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية، والتي بدورها كانت سبباً أساسياً في تعجيل تقدمها من الناحية الديمقراطية كنظام حكم ديمقراطي حديث، ذلك بعد أكثر من ثلاثين عام من الحكم الاستبدادي الدكتاتوري.

 فضلاً عن ذلكتم تقديم موجز مفصل عن التحديات التي رافقت عملية الإصلاح السياسي في الدولة العراقية بعد العام 2014، وكيف كانت لهذه التحديات دور كبير في عرقلة مسار عملية الإصلاح السياسي، وما انتجته من اوضاع متردية وعلى كافة المجالات منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، نتيجة عدم التقيد بالسياسات الإصلاحية التي تهدف الى النهوض بالدولة العراقية .

فقد مر العراق بعد العام 2014، حالة من التغييرات الكبيرة نتيجة دخول تنظيم داعش الارهابي، اضافة الى المطالبات الاصلاحية المتمثلة بحركات الاحتجاج التي حدثت في تموز عام 2015 وصولا الى تشرين عام 2019التي هي بالأصل حركات احتجاج مجتمعية تطالب بالخدمات اكثر مما هي حركة احتجاج سياسية، وفي ضوء ذلك قد حصل زيادة في الأصوات الداخلية وكذلك الضغوط الاقليمية والخارجية المطالبة بضرورة إحداث إصلاح سياسي حقيقي وشامل في الدولة العراقية.

حيث لم تكن  هذه المطالب جديدة على الساحة العراقية،علاوةٍ على ذلك ان فكرة الاصلاح لم ترَ النور قبل هذا التاريخ على الصعيدين الرسمي والشعبي، على العكس من ذلك تماماً، إذ كانت الفكرة قائمة على الصعيد الخطاب الرسمي أو حتى ضمن مطالب النخب السياسية الحاكمة، لكن تم الحيلولة دون هذه المطالب ولوجود معاذير عديدة حالت دونتحقيقها ، بعضها يرتبط بمواجهة خطر تنظيم داعش الارهابي، وبعضها يرتبط بحجة الدولة العراقية مشغولة بملفات عديدة أخرى، لاسيما أنَّ الانتصارات التي تحققت كبيرة على تنظيم داعش الارهابي، وبدورها قد أمنَّت الزخم الكافي للدخول في معركة قضية الاصلاح والابتداء فيها، ووفقاً لذلك قد تبنت الدولة العراقية فكرة قضية الاصلاح بعدما أيقنت بضرورته ولزومه، وانه خيار استراتيجي لا مناص منه ولا بديل له.وقد منحت درجة الماجستير للطالب بتقدير (جيد جدا عالي ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاربعاء الموافق 22/9/2021 على قاعة جهاد الحسني .

Comments are disabled.