ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (اثر السياسات الاقتصادية على الاستقرار السياسي بولندا أنموذجا) للطالبة (سارة اديب رشيد ) وتركز الدراسة على اهمية السياسات الاقتصادية بكونها المحرك العملي لعملية الإصلاح الاقتصادي ولكونها جزء من الخطط الاقتصادية التنموية أو الخطط الرامية الى اصلاح الهيكل الاقتصادي فلابد ان يؤثر نهج هذه السياسات والأوضاع التي تتخذ بها في عملية الاصلاح السياسي وبالتالي في الاستقرار السياسي، ومن ثم دور مخرجات الاستقرار السياسي أو عدم الاستقرار على الهيكل الاقتصادي، بالنظر الى ارتباط عامل الاستقرار السياسي بمخرجات السياسات الاقتصادية الى حد ما، فالجانب الاقتصادي يُنظر اليه على انه جانب اساسي مُكمل لصلاحية واستقرار النظام السياسي، إذ إن ازدهار الهيكل الاقتصادي في بلد ما لابد ان يرافقه درجة من الاستقرار السياسي او مستوى من القبول الشعبي على الاقل، ويعد الاستقرار بأنواعه كافة مرتكزاً اساسياً وضرورياً لقيام المجتمعات وازدهارها، وكما يُمثل في الوقت نفسه الشرط الاساسي لأمن الافراد داخل المجتمع، فحالة عدم الاستقرار تؤدي إلى حال من الفوضى والاضطراب يقف عائقاً امام تقدم المجتمع وتطوره، فالدراسة هنا تُركز على اثر السياسات الاقتصادية على سير العملية السياسية، على اعتبار ان الاصلاح السياسي يُقام جنباً على جنب مع الاصلاح الاقتصادي، ومن ثم لابد ان يؤثر احدهما في الاخر لاسيما عندما يتم إعادة اصلاح النظام بكامله، وبذلك تستعين الدراسة بالأنموذج البولندي لغرض دراسة هذه الآثار على النظام السياسي في سلسلة من المدخلات والمخرجات، إذ شهدت بولندا عام ١٩٨٩ انتقالاً نحو النظام الديمقراطي شبه الرئاسي، وفي غضون اوضاع سياسية واقتصادية حرجة الأمر الذي يشير إلى تدرج عملية الاصلاح وتذبذبها ما بين العديد من ألازمات في احيان اخرى، على مدى ثلاثة عقود لتوضح الدراسة مجموعة العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تضافرت مع بعضها لتكون الهيكلية الديمقراطية الحالية، وفي ضوء ذلك، تقترح الدراسة الالتفات الى السياسات الاقتصادية والنهج الذي يتم اتخاذها عبرها وعلى اساسها واعطائها ما تستحق من الاهتمام كونها احد العوامل التي تؤثر في الاستقرار السياسي، فلا تهمل اهمية هذين المتغيرين أو تقلل اهمية أحدهما على حساب الأخرى، واخيراً لآجل استخلاص ما يمكن الاستفادة منه فيما يتعلق بالتجربة الديمقراطية البولندية واصلاحاتها السياسية والاقتصادية على المستوى المحلي.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (جيد جدا عالي) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاحد الموافق ٠٩/٠١/٢٠٢١ على قاعة جهاد الحسني.
