ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير ( المتغير الاقتصادي ومركزية الدور الالماني في الاتحاد الاوربي بعد عام 2008 ) للطالبة (مريم علي ابراهيم ) وتناولت الرسالة الاتحاد الأوربي ظاهرة إقليمية متميزة يعد من أكثر التجارب التكاملية والاندماجية نجاحاً استطاع نقل مجموعة من الدول الاوربية المتجاورة والمتباينة في القوة والمقومات من حالة الحرب والصراع إلى حالة التعاون والاندماج بدءاً من تعاون اقتصادي وصولاً إلى مشروع سياسي متكامل شاملاً على عدة جوانب أخرى ,و نظراً لأهمية الاتحاد الأوربي الإستراتيجية وتمتعه بثقل استراتيجي في الساحة الدولية وجعلته أن يكون قطباً فاعلاً ومؤثراً النظام الدولي , وإدراكا لأهمية الاتحاد الأوربي اهتمت المانيا بان تكون الدولة صاحبة التأثير الأكبر في سياسته باعتمادها على مقوماتها الاقتصادية .
ألمانيا هي القوة الاقتصادية والسياسية المركزية في الاتحاد الأوربي, فهي تحتل المرتبة الأولى أوربياً والرابعة عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان من حيث الناتج المحلي الإجمالي واكبر شريك تجاري داخل الاتحاد الأوربي والمساهم الأكبر في ميزانية الاتحاد الأوربي وصاحبة أكبر عدد من الأعضاء في البرلمان الأوربي, فضلاً عن المقومات القوة الأخرى من حيث موقعها الاستراتيجي في وسط أوربا وقوة بشرية وعسكرية وسياسة زراعية مستقرة, و اهتمامها بموضوع الطاقة المتجددة أمن الطاقة مما جعل المانيا رائدة أوربياً وعالمياً في مجال الطاقة والمناخ وسياسة الابتكار وتستفيد المانيا من هذا التحول الطاقوي في تحقيق أهدافها الإستراتيجية وكونها من أكثر الداعمين لأهداف الاتحاد الأوربي التي تخص الطاقة, و تلجأ المانيا إلى العديد من الآليات الاقتصادية لتدعيم دورها الاقتصادي في الاقتصاد العالمي, ومن ثم تعكس فاعليتها في المجتمع الدولي من حيث مساهمتها في المساعدات الإنسانية والتعاون الإنمائي والعقوبات الاقتصادية .
وضحت الأزمات الدولية التي تعرض لها الاتحاد الأوربي مركزية المانيا السياسية إلى جانب مركزيتها الاقتصادية حيث كانت مصدر القرار السياسي في الكثير المسائل المتعلقة بالوحدة الاوربية في الجوانب الأمنية والمؤسسية وسياسة الجوار الأوربي , وازداد بروز القوة الالمانية بعد أزمة اليورو التي هددت مسيرة الوحدة الاوربية حيث رسمت المانيا سياسات الاتحاد الأوربي وتعزز هذا الدور في اتخاذها القيادة في الأزمات الدولية الأخرى المتتالية الأزمة الأوكرانية وأزمة اللاجئين و البريكست.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (امتياز) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاثنين الموافق 7/2/2022 على قاعة جهاد الحسني.

Comments are disabled.