ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير ( دور التيار الصدري في الحياة السياسية في العراق بعد عام 2003 ) للطالب (علي بشت عكلة ) وتناولت الرسالة تنطلق الدراسة هذه من البيئة التي نشاء فيها التيار الصدري منذ البذرة الاولى في هذ المشروع الاسلامي العالمي وهي بدايات الحركة الاسلامية في العراق علئ يد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قد) والظروف التي حاطت بحركته الاسلامية والخيبات التي واجهت نشوء هذه الخط,ثم مرحلة التصدي للمرجعية واخذ زمام القيادة الشرعية في زمن اية الله العظمئ السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قد) الذي يعتبر المؤسس الفعلي لتكوين التيار الصدري , الذي وضع اسساه الفعلي والفكري من خلال التصدي المباشر لقضاية الامة والعمل علئ تفعيل حركية الشارع الاسلامي بعد الهزيمة التي حصلت في انتفاضة 1991م والتي كانت من الممكن ان ينتصر من خلالها المشروع الاسلامي الوطني العراقي لكن عدم وجود القيادة الدينية الحقيقية في التصدي وكذالك تدخل الاحتلال الامريكي بجانب السلطة ادى إلى فشل اكمال النصر بتلك الانتفاضة العظيمة,ثم قيام صلاة الجمعة في عام 1998 واستحضار الامة في المواجهة وبات النظام البعثي يواجه الخطر الحقيقي بوجود القيادة الناطقة في الحوزة الامر الذي ادى إلى تنفيذ عملية اغتيال الشهيد السعيد محمدمحمد صادق الصدر(قدس).
وتتابع هذه الدراسة مرحلة التيار الصدرية بعد احتلال العراق2003م,تحت قيادة الوريث الشرعي للقيادة الصدرية وهو السيد مقتدى الصدر, فبعد إحتلال العراق عام 2003 أصبح العراق ارض مباحة لكل من هب ودب من الدول الخارجية وخاصةَ أمريكا وإيران، بحيث إن الأولى هي من أسقطت النظام الدكتاتوري الصدامي من خلال قواتها التي سيطرت بعدها على مقاليد الحكم والثروات والإقتصاد العراقي، بينما الثانية دخلت للعراق من خلال اذرعها من الاحزاب, من عام 2003 إلى عام 2016 هؤلاء ومن خلال يدهم الطولة في العراق استطاعو ان ان يتحكمو شبه كلياَ في الادارة العراقية مع وجود معارضة شديدة من قبل الصدريين عسكريا وشعبيا (خاصة الحركات التكفيرية والاحتلال) إلا إنهم لم يستطيعوا في تلك الفترة من مجابهتهم سياسياَ بسبب قوة الدول تلك سياسياَ وإقتصاديا وبسبب نفوذهم داخل العراق الذي عادةَ ما يمكنهم على بقاء قوتهم ونفوذهم عبر صناديق الإقتراع، في عام 2016 فما فوق دخل الصدر في مواجهة مع تلك الدول التي ستطاعت من بسط نفوذها علئ العراق من خلال أحزابها، ولكن كان دخوله مغاير ومفاجئ وبتكتيك مذهل ورؤية ثاقبة أحرجهم فيها، وهي قيادة الإحتجاجات الشعبية بنفسهِ، تلك الإحتجاجات كانت عاملاَ ضاغطاَ على الدولتين وأحزابها والتي حققت هدفين أساسيين في بادئ الأمر وهما، إجبارهم على التراجع والخضوع للصدر بنسب كبيرة، وكذلك فضح وتعرية الفاسدين،التي أنتجت من خلالها تقليل شعبية الأحزاب الكلاسيكية، بل كانت تلك المظاهرات سبباَ في تفكك الكثير من الاحزاب الرئيسية ك المجلس الأعلى وحزب الدعوة، وفعلاَإستطاع تحجيم دورهم بشكل كبير وملحوظ ، عام 2018 إلى يومنا هذا، إنتخابات 2021 القادمة، هذهِ الإنتخابات عند الصدر وايران وامريكا تختلف عن كل إنتخابات سابقة لكونها ستجري وفق قانون إنتخابي جديد لا يسعف المشتتين بالحفاظ على مقاعدهم السابقة، وهذا القانون قد تم إقراره من قبل البرلمان بعدما أجبروهم المتظاهرين الذين يحيطون بهم من كل جانب، فتم إقراره تحت ضغط الجماهير، كما ان موقع المونيتور الأمريكي المختص بدراسات وبحوث الشرق الأوسط أوصل دراستهِ في بداية العام 2021م إلى الكونكرس الأمريكي بأن هذا القانون(قانون الانتخابات الدوائر المتعددة الجديد)، سيمكن الصدر على إستحواذ أكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية الذي سيسبب خطرا على الولايات المتحدة الأمريكية، بينما الدراسة الإيرانية قرّت في أكثر من مناسبة من خلال أذرعها في العراق بإن هذا القانون ملغوم ولا يمكن المضي قدما فيه، مما عملت أمريكا وإيران وبريطانيا على تأجيل الإنتخابات ومن ثم تغير قانونها، في تاريخ 15/7/2021 فاجئ الصدر الجميع في إعلان إنسحابهِ من الإنتخابات وكان لهُ عدة أهداف ومن أهم تلك الأهداف إيقاف وتعطيل مخطط تأجيل الإنتخابات وتغير قانونها لكون إن منافسهم الأول والأخير قد إنسحب منها، وهذا الإنسحاب التكتيكي جعل منالاحزاب المرتبطة بإيران وأمريكا يتحركون ويضغطون بإتجاه إجراء الانتخابات بعدما كانوا ضد إجرائها بالوقت المحدد، مقتدى الصدر الذي إستطاع أن يتغلب على سياسةِ ايران وامريكا بذكاءهِ المعهود واللذان رسما رئاسة الوزراء القادمة للمتشددين، الأن بدأ يجيش الجيوش السلمية لأجل دخوله في الإنتخابات القادمة والذي أسماها بالمصيرية والذي قال عنها بما مضنونه يجب إزالة الفاسدين والمطبعين والعملاء والتبعية عن جسد العراق، في اشارة واضحة منه على إنهُ عازم على مواجهة تلك الدولتين في آنِ واحد لدحرهم سلمياَ ودحر مخططاتهم المرسومة عبر صناديق الاقتراع، وعلى هذا الاساس ومن اجل ايضاح تلك الخطوات السياسية التي انتهجها الصدر قسمت الرسالة الى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة,حيث تناول الفصل الاول مرحلة نشو الحركة الصدرية فكريا علئ يد الصدر الاول وتنظيميا وعقائديا على يد الشهيد الصدر الثاني, واما الفصل الثاني فقد ركز علئ مرحلة المقاومة السياسية والعسكرية التي خاضها السيد مقتدى الصدر ضد الاحتلال الامريكي والمواقف السياسية والشعبية التي رفضت الدستور والخطوات الامريكية في رسم السياسية العراقية,اما الفصل الثالث فقد وضح الخط البياني التصاعدي والاسلوب السياسي للتيار الصدري والحراك الشعبي والسياسي للتيار الصدري الذي بات الرقم الصعب في العلمية السياسية العراقية فقد تضمنت هذه المعلومات اجراء العديد من القاءات السياسة والمقابلات مع الشخصيات ذات الشان والاطلاع الموثر في السياسية الصدرية,واخيرا انتهت الرسالة بخاتمة وجملة من الاستنتاجات يامل الباحث بان يكون لها اثر ايجابي في موضوع الرسالة.وقد منحت درجة الماجستير للطالب بتقدير (جيد جدا) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 20/1/2022 على قاعة الحرية .

Comments are disabled.