ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (دور الحرب الهجينة في الصراعات الدولية بعد العام 2001 م ) للطالب (منتظر دايخ عبد ) وتناولت الرسالة إن الحرب الهجينة أصبحت شائعة بشكل متزايد في القرن الواحد والعشرين وتزخر بها المناقشات السياسية التي تنتجها الصراعات الدولية المتعددة، وجاء التصاعد بعد حدوث امرين مهمين الأول، في عام 2005م، كتب اثنان من المسؤولين العسكريين الأمريكيين عن ” ظهور الحروب الهجينة ” وشددوا على مزيج من الاستراتيجيات والأساليب والتكتيكات التقليدية وغير التقليدية في الحرب المعاصرة، فضلا عن الجوانب النفسية أو المعلوماتية للنزاعات الحديثة، ثانيًا، غزو روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014م وحققت أهدافها من خلال الخلط بين القوات الخاصة “التي يمكن إنكارها” والجهات المسلحة المحلية والنفوذ الاقتصادي والمعلومات المضللة واستغلال الاستقطاب الاجتماعي والسياسي في أوكرانيا، بالرغم ان مفهوم الحرب الهجينة يعاني من عدم الإتفاق وتعرض للإنتقادات العالمية الكثيرة وخضع لعمليات الشد والجذب المفاهيمية التي اثرت في عدم استقرار المفهوم الا انه يعبر عن ديناميكيات الصراع الجديدة التي يلجأ اليها الفواعل الدولية من الدول وغير الدول لتجنب أهوال الحرب الشاملة وتحقيق الأهداف باقل الخسائر.
كما إن مفهوم الحرب الهجينة يعمل كأطار تحليلي لبحث طبيعة الصراعات الحديثة وأشكالها المتعددة بالمعنى الأوسع للصراع لا اقتصارها على أحداث وتكتيكات مختصرة على جانب محدد، بل هي تبحث في الاحداث كافة وتكشف العلاقة التي تربط الأحداث واتجاها على الرغم من وجود عدم اليقين جراء الضبابية والغموض التي تفضيها الحرب الهجينة على ساحة الصراع.
وتشكل التكنلوجيا العنصر الأساس الذي يفضي صفة الهجين بشكل كبير على أدوات وتكتيكات الصراع جميعًا، بل وأصبح الصفة المشتركة التي تعتمد عليها تكتيكات الحرب الهجينة في عملية مزامنة الأدوات وتأزرها لتحقيق الأهداف وتعويض النقص احياناً في قطاعات مختلفة من طريق تحقيق التفوق التكنلوجي.
لقد أصبحت الدول تعتمد بصراعاتها بشكل كبير خلال القرن الواحد والعشرين على الجهات الفاعلة غير الحكومية، حتى ان هذه الجهات أصبحت معضلة الأمن والأداة الأهم لقاعدة الحرب الهجينة ويمكن استثمارها وتوجيهها لخلق نزاعات داخلية تؤثر في مفهوم سيادة الدولة وتجعل صانع القرار أمام تحديات داخلية كبيرة.
ولا يمكن ردع التهديدات الهجينة وكسب الصراع إذا لم تمتع الدول بمرونة عالية وفهم عميق للصراعات الحديثة والمعقدة وطريقة إدارتها وتعديل العقيدة الحربية لتناسب نوع التهديد، كما ان القاعدة الإجتماعية والرضا المجتمعي تشكل القاعدة الرصينة ضد التهديدات الهجينة وتؤدي إلى تقوية الدولة بعد ان أصبحت الحروب تخاض داخل المدن وتستخدم السكان بطرق غير مباشرة بعيدا عن الخنادق والحدود الفاصلة.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (جيد جدا عالي) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاحد الموافق 24/4/2022 على قاعة جهاد الحسني .

Comments are disabled.