ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة ” التفكيكية في الفكر السياسي العربي المعاصر “، للطالبة “علياء محمد طارش”.وتناولت الاطروحة بداية نشوء التفكيكية كمنهج ونظرية نشأته في الغرب على يد عدد من المفكرين والفلاسفة أشهرهم (جاك دريدا) واضع مبادئ ومرتكزات الاستراتيجية التفكيكية، الذي أسهم بنشرها في الولايات المتحدة الأمريكية التي وظفتها على أرض الواقع، مما جعل التفكيكية تستقطب اهتمام المفكرين الغربيين بكونها نظرية تعبر عن مصالح المركزية الغربية تحت حجة قبول المختلف والهامشي مما جعلها موضوع محل جدل واختلاف لدى المفكرين العرب الذين بحثوا كيفية انتقال التفكيكية إلى مجال الفكر العربي، وبكونها نظرية بدلاً من أن تواجه وتنتقد المركزية الغربية، فأنها تسهم في تعزيز تلك المركزية، وهذا الجدل بين المفكرين في العالم الغربي والعربي يعكس أزمة فكرية تعبر عن حيوية النظرية التفكيكية التي أثرت في الواقع والفكر السياسي العربي المعاصر.
واشارت الاطروحة الى ان أنواع وأساليب المركزية الغربية السياسية والاقتصادية والثقافية تعمل على استغراب وتفكيك المجتمعات والإنسان وتدمير الدول، ومن هذا المنطلق رفض المفكرون العرب المركزية الغربية التي تصدر أزمات ما بعد الحداثة في سبيل تكرس المزيد من الهيمنة والسيطرة على العالم العربي جعلته كياناً ضعيفاً مفككاً ثقافياً وديمقراطياً، مشتتاً في خطابه وهوياته ووعيه ومعرفته، مما هيأ لجعل العالم العربي منطقة تتحارب فيها شتى أنواع التنظيمات الإرهاربية، وسط ضعف السلطة السياسية التي لم تستجب للثورات والانتفاضات والاحتجاجات العربية المعاصرة، التي استغلها الغرب لتنفيذ مخططاته التفكيكية بصورة متتالية تبدأ من العالم العربي وصولاً إلى بقية أجزاء العالم، مما يدل على الأثر الكبير للنظرية التفكيكية في الواقع السياسي ليس فقط العربي وإنما العالمي بهدف السيطرة على العالم أجمع.
وفي نهاية المناقشة منحت الباحثة درجة الدكتوراه بتقدير (جيد جدا عالي) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .

Comments are disabled.