ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “ديناميكية الصراع وبناء السلام في العراق بعد العام 2003م: دراسة في ضوء منهج تحليل الصراع متعدد الجوانب CR-SIPPAPIO” للطالبة “لينا عماد محسن” برئاسة الاستاذ الدكتور عادل عبد الحمزة ثجيل.
وتناولت الرسالة تحليل ديناميكية الصراع في العراق بعد العام 2003م، وذلك في ضوء أنموذج تحليل الصراعات (متعدد الجوانب) والذي بدوره يفكك الصراعات المجتمعية والسياسية بحسب مسبباتها ومدى تداخلها مع بعضها، وصولاً إلى وضع مؤشرات لأكثر مسببات الصراع تأثيرا وخطورة والتي كان لها دورا في منع وجود حقبة سلام ملموسة، إذ تفترض الدراسة ان هنالك أسباب عديدة اطالت أمد الصراعات في العراق، ليس ذلك فحسب، بل تسببت بخلق صراعات جديدة نتيجة للصراعات السابقة، وقد كان لهذه الأسباب دوراً في عرقلة خطوات بناء السلام ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003م، مع اختلاف حدة تأثير المسببات عن بعضها.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج منها، ان النظام الديكتاتوري السابق قد تسبب بوجود مؤسسات ادارية مهترئة، واقتصاد ريعي، ومجتمع يحمل ثقافة سياسية محدودة، وديون متراكمة نتيجة دخول العراق في حروب استنزافية مثل (الحرب العراقية- الايرانية) والتي استمرت ثمان سنوات، والاجتياح العراقي للكويت الذي تسبب بحصار اقتصادي كان تاثيره مدمر وواضح على المجتمع العراقي، ثم جاء بعد عام 2003م نظام ديمقراطي يقوده مجموعة من المعارضين السياسيين – معارضي الداخل والخارج- حرصوا على ضمان نيل المناصب السياسية كأستحقاقات وليَس كنظام حكم قائم على التعددية و التشاركية في القرارات بما يخدم الصالح العام، كما كان لدول الجوار الاقليمي الاثر الملحوظ في تكريس الأزمات داخل العراق سواًء من طرق دعم الجماعات الإرهابية أو دعم السياسيين الذين يدينون بالولاء لهم، كما ان تعدد اشكال الصراعات واطرافها، انتج نوعًا جديداً من الصراعات بالنسبِة للانظمة الديمقراطية وهي ان الاحزاب المنبثقة عن المواطنين، لم تعد ذات شرعية بسبب تعدد الاهداف القائمة عليها، وتعدد الحلفاء، إذ لم تثبت التجربة الديمقراطية في العراق ان الديمقراطية كنظام سياسي يمكن ان يكون الانجع من بين باقي اشكال انظمة الحكم.
وفي نهاية المناقشة منحت الباحثة درجة الماجستير بتقدير (جيد جداً) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.

Comments are disabled.