ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة ” القيادة الاستراتيجية وإدارة الأزمات الأمنية في العراق في ضوء التحديات الإقليمية بعــــد عام 2003 للطالب “يوسف حبيب صالح “
واوضحت الرسالة ان العراق يحيط بمجموعة من الدول ذات المصالح المتناقضة والمتصادمة أحيانا، ولكل منها استراتيجية أمنية مما أثر سلبا في الأمن القومي العراقي؛ وذلك لكونه الحلقة الأضعف والساحة المثلى لتصفية الحسابات لاسيما بعد التحول الديمقراطي الذي شهده العراق بعد 2003، حيث ان الأزمة الأمنية وما تمتاز به من خصائص، مثل: التهديد للموارد والقيم والأهداف وضيق الوقت المتاح لاتخاذ القرارات ونقص المعلومات وعدم دقتها والمفاجأة التي يمكن أن تحد من جهود إدارة الأزمة تتطلب وجود قيادة استراتيجية تخرج من الاطار التنظيمي المألوف لصالح الإدارة الناجحة للأزمة الأمنية لما لها من دور مهم في درء الأزمات والتقليل من حدوثها، وفي اثناء الأزمة الأمنية سرعان ما يصاب الأفراد داخل الدولة بالحيرة والارتباك والقلق وعدم المنطقية في التفكير وانهم يبحثون وينتظرون التوجيه الذي يجب أن يوفره صوت من القمة وبإمكانه أن يوفر قدرا من الأمان والهدوء وأن كل شيء سوف يتم عمله من أجل حل تلك الأزمة، ولعلنا لا نجانب الصواب إذا قلنا أن القيادة الاستراتيجية تمثل حجر الأساس كونها تعمل كأداة محركة لتحقيق أهداف الدولة، ومن هذا المنطلق فان القيادة الاستراتيجية العراقية لايمكنها تجاهل تأثيرات البيئة الداخلية والخارجية المختلفة والمتجددة، المتوقعة، أو غير المتوقعة، وإن عدم استقرار الواقع السياسي في العراق يشير وبوضوح تام إلى غياب القيادة الاستراتيجية الفاعلة والمؤثرة وعدم امتلاكها رؤية موحدة في عملية إدارة الأزمة الأمنية، الذي انعكس سلبا على الوضع الأمني العراقي، إن القيادة في العراق تفتقر لأبسط متطلبات النجاح وشروطه، إذ أفرز الواقع العراقي في الغالب قادة صراع وليس قادة بناء، وهذا الأمر يؤكد وجود أزمة اجتماعية ثقافية في إنتاج القيادات الواعية والمدركة والمتوافقة مع العمل الديمقراطي، وقد توصلت الدراسة الى عدد من الاستنتاجات التي تبين وجود ارتباط قوي بين القيادة الاستراتيجية وإدارة الأزمات الأمنية في العراق، وهذا ما تحاول الدراسة مناقشته واثباته.
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الماجستير بتقدير “أمتياز” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .


