ناقشت كلية العلوم السياسية اطروحة الدكتوراه الموسومة “الدور الدولي والاقليمي في مكافحة الارهاب بعد 2014 : العراق انموذجاً”، للطالب “مشتاق نوري مجيد”، وباشراف الاستاذ المساعد الدكتور عادل عبد الحمزة ثجيل. وتناولت الاطروحة ظاهرة الإرهاب الدولي التي ادت الى بروز تطور في التفاعلات الدولية والإنتقال من الإستراتيجية الفردية في تطبيق السياسة الخارجية للدول، الى تنفيذ سياسة التحالفات وعقد الإتفاقيات الأمنية، وتنسيق عالٍ في العمليات العسكرية تحسباً لعدم الدخول في مواجهة مباشرة مع الأطراف المتنافسة على النفوذ في المنطقة، إذ كان ظهور (داعش الارهابي) فرصة وتهديد بنفس الوقت للفواعل الدولية والإقليمية التي دفعت بإتجاه التحرك الفاعل للحفاظ او توسعة نفوذها في المنطقة تخوفاً من فقدان موقعها في المنطقة لصالح خصومها، الا ان المعادلة في العراق تختلف عنها في سوريا، إذ أمست الأخيرة ساحة فعلية للصراع وما يعرف بالـ (الحرب بالإنابة) إذ دعمت الفواعل الدولية والإقليمية (أطرافاً محلية) لتنفيذ أجندتها والدفع بخطر خسارة نفوذها ومصالحها في المنطقة، اما في العراق فقد ساهمت الإدارة السليمة في إبعاد شبح الصراعات من خلال عدم الموافقة على زج قوات برية في الساحة العراقية، فضلاً عن إبقاء الفواعل الإقليمية كـتركيا وإيران والسعودية وبقية الدول العربية خارج مساحة التدخل المباشر والميداني العسكري تحسباً لإثارة القلق الدولي والإقليمي من سياسة المحاور، الا ان التحدي الامني يفرض على الدول الاقليمية والعالمية رفع مستوى الدعم للعراق في مواجهته للارهاب، الا ان هنالك تباين في شكل ونوع الدعم يصنف على ثلاثة مستويات الاول فاعل والثاني متوسط والثالث ضعيف، مع الاخذ بنظر الإعتبار شكل النظام الدولي المتغير من القطبية الأحادية الصلبة الى القطبية الأحادية المرنة، والذي ساهم في تعقيد عملية تحقيق السلام في المنطقة، في ظل بروز قوى إقليمية صاعدة كـإيران وتركيا، وإرتفاع حدة التنافس الدولي بين روسيا والولايات المتحدة والإنتقال من (توازن القوى) لتحقيق الاستقرار والسلام الى (توازن التهديد).
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير “جيد جداً عالي”، متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.


