ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة ” السياسة عند الإمام علي دراسة فكرية معاصرة. .
للطالب “ثائر حسن ضاحي “وتناولت الاطروحة المنظور الفكري السياسي الإسلامي على قدرٍ عالٍ من الأهمية والحساسية لأنَّه يتصل بأسئلة عديدة وكبيرة، على رأسها التأكُّد من دعوى أنَّ الإسلام دينٌ ودولة أو دينٌ ونظامٌ اجتماعي وسياسي واقتصادي وقضائي، وهل أنَّ رؤيته في هذا الاتجاه رؤيةٌ شاملة وواسعة إلى الحدِّ الذي تكون جديرةً بوصفها بصفة النظام بكل ما لهذا من معنى ، إضافةً إلى صفة الدين وما هي محددات هذه الرؤية ومديات نطاقاتها ، وهل هي رؤية منغلقة وإقصائية أم أنَّها إنسانية تمتد إلى الكل وتسع الجميع من غير فوارق عنصرية وقومية وأثنية وغير ذلك؟
ويكتسبُ الحديث في هذا الجانب أهميةً أوسع وحساسيةً أشدُّ عند البحث في بواكير هذا المنظور وجذوره وأصوله الأولى، وهنا نتحدث عن الإسلام المبكر على وجه التحديد.
وحين نتحدث عن ذلك، فلا يمكن تجاوز المنظور الرؤيوي العلوي السياسي لعدة اعتبارات أهمُّها: أنَّه شخصية محورية في التأريخ الإسلامي علمياً وفكرياً وعقدياً وسياسياً ، وشخصيته العلمية المتميزة في إطار الفكر الإسلامي وتفردُّه من بين أقرانه من المسلمين الأوائل وتابعيه في هذا المجال ،وأنَّ له نصوصاً كثيرة ومتظافرة تعكس رؤيته الشاملة في هذا الجانب وعلى رأسها عهده التدبيري والسياسي إلى مالك الأشتر حين ولَّاه مصر ونصوصه الأخرى، وأهمية التعرُّف إلى رؤيته في هذا الاتجاه بما يسمح بالتعرف على المنظور الإسلامي السياسي في أصفى منابعه .وتكمُن أهمية هذه الدراسة في استخلاص الرؤية الفكرية والمفاهيمية السياسية الشاملة للإمام علي عليه السلام بوصفها تعبيراً عن الرؤية الإسلامية في هذا الصدد واختبار مدى شمولها لأركان السياسة وجوانبها باعتبارها مفهوماً علمياً ونظرياً قبل أن تكون تجسيداً عملياً وواقعياً، وقياس وتقويم وتقييم وتحليل الآراء اللاحقة في ميدان الفكر الإسلامي في مختلف فصوله وحقبه في ضوئها والخروج بتوصيف استنتاجي بهذا الصدد.
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير “جيد جدآ ” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .

Comments are disabled.