ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “نقد الديمقراطية في الفكر السياسي الغربي المعاصر ” للطالب “غيث طالب عواد”
واوضحت الرسالة ان الديمقراطية تشكل بوصفها بناءً نظريًا ونظاماً اجتماعيا، أهم إبداعات العقل السياسي الغربي الذي يتوخى تنظيم الأفراد داخل سياقات اجتماعية مختلفة رغم تعدد وتنوع منطلقاتهم وتوجهاتهم، كما وينشد العمل على تدبير اختلافاتهم من أجل بلوغ الغايات السامية للدولة، المتمثلة أساسا في تحقيق العدالة وتحصيل الرفاهية للمواطنين، هذا وقد يبدو للكثير من السامعين ان نقد الديمقراطية يعني بالدرجة الاساس رفض كل ما له صلة بالحرية والمساواة والعدالة واَليات التداول السلمي للسلطة، وبالتالي تأييد كل ماله صله بالدكتاتورية والانظمة الشمولية التي تستخدم البطش والأساليب القهرية تجاه مواطنيها، حيث ان الموضوع عكس ذلك التصور تماماً حيث أخذت دراستنا لموضوع نقد الديمقراطية (الجنبة الاصلاحية) لها, كون أن هذه الاخيرة أضحت مفهوماً مثالياً للحكم, يسموا على جميع الانظمة السلطوية التي تفتقد للمبادئ السامية التي تحفظ الكرامة الانسانية وحقوق الانسان والمواطنة وغيرها من المبادئ التي تتضمنها الديمقراطية بوصفها نظاماً للحكم.
تنطلق هذه الدراسة من مدخل مفاهيمي يبدأ بمفهوم الديمقراطية وأنواعها ثم يتطرق الى اَلياتها ومرتكزاتها. إذ بدأت الدراسة بمقدمة ثم فصل تمهيدي تناول الإطار المفاهيمي للديمقراطية ليكون مدخلاً لدراسة نقد الديمقراطية عند فلاسفة الفكر السياسي الغربي، أما الفصل الأول فتناولنا فيه الاصول الفكرية لنقد الديمقراطية في عدة عصور ابتداءً من العصر اليوناني القديم ومروراً بالعصور الوسطى والرومانية وحتى العصر الحديث وما بعد النهضة هذا في مبحث أما المبحث الثاني فتناولنا فيه نقد الديمقراطية عند تيارات اليمين المتطرف مثل (الفاشية والنازية والشعبوية) وسلطنا الضوء فيها على نماذج مختارة تمثل هذه التيارات وهم أبرز مفكريها وروادها الاوائل مثل (جيوفاني جنتلي الايطالي وكارل شميت الالماني) وغيرهم.
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الماجستير بتقدير “جيد جداً” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .