ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة أثر جائحة كورونا في تحولات النظام العالمي وأنعكاساتها على مكانه الولايات المتحدة الأمريكية. للطالبة “تمارا كاظم مناتي”
وتناولت الاطروحة تداعيات جائحة كورونا التي إدت إلى تحولات في هيكلية النظام العالمي، لكن لن تصل الى مستوى التحولات الجذرية في بنية النظام العالمي الراهن والقيادة الأمريكية للنظام، فهي سوف تعزز إبطاء مسار العولمة وتزايد الانكفاء على الذات، كما أعادت الجدل حول عدة مفاهيم مثل تنامي دور الدولة الوطنية ومنظومة القيم الحاكمة للنظام العالمي، وقد يبرز عنها ميزان قوى عالمي جديد وتجاهه إلى مزيد من التوزيع والتعددية، فضلاً عن تنامي حدة الطابع التنافسي بين القوى العظمى والكبرى ولاسيّما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين.
وقد توصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات لعل ابرزها قد تؤدي أزمة جائحة كورونا إلى تغيير في النظام العالمي الحالي لكن ليس بشكل جذري؛ إلا أن التأثيرات التي احدثتها قد أدت إلى تحولات مهمة في المشهد السياسي العالمي على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والصحية، وبالتالي سيكون من الصعب التكهن لما سيكون عليه النظام العالمي بعد الجائحة ومن سوف يتولى زمام القيادة، ومن سيكون في المستويات العليا من التسلسل الهرمي للنظام العالمي، إلا أن الولايات المتحدة ستبقى في صدارة النظام العالمي؛ أي تحاول الحفاظ على مكانتها وشكلها كقوة عالمية في ظل امتلاكها آليات حقيقية للتأثير؛ نتيجة قدراتها على تجاوز الأزمات لما تملكه من عناصر قوة عسكرية واقتصادية وتكنولوجية، فضلاً عن عدم قدرة القوى المنافسة على تحمل أعباء القيادة في المستقبل المتوسط.
وفي نهاية المناقشة منحت الباحثة درجة الدكتوراه بتقدير “أمتياز” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .