ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة دور المؤسسة التعليمية في استراتيجيات بناء السلام في مجتمعات ما بعد النزاع -رواندا وأفغانستان للطالب “محمد حسن عبد الامير”. واوضحت الرسالة بأنه لا يمكن للسلام أن يتجذر ويترسخ في ثقافة وقيم وفكر المجتمع ألا عبر اضطلاع مؤسسات بهذا الدور أبرزها المؤسسة التعليمية من خلال تمكينها وزيادة قدرتها في إشاعة وتعزيز قيم ثقافة السلام وتعليم السلام والتسامح والتعايش وتعزيز الوعي بالمصالحة والوحدة و تشجيع الحوار وحل النزاعات سلمياً، تقليل التفاوت الاجتماعي، تشجيع الابتكار والتطور الاقتصادي عبر تصميم مناهج تعليمية متطورة وتدريب المعلمين وتوفير بيئات تعليمية تشجع على الانفتاح والاحترام والتفاهم، أضافة الى دورها في إضفاء الشرعية على النظام السياسي عبر المساهمة في بناء العلاقة الصحيحة بين المجتمع ومؤسسات النظام، وبالمقابل فان قدرة النظام السياسي واستقراره تعزز من فاعلية دور المؤسسة التعليمية في عملية بناء السلام، كما أن لها الدور الاساس والفاعل في التنشئة الاجتماعية والسياسية بترسيخها لقيم المواطنة والوحدة وبناء الوعي والحد من الفكر المتعصب بما يتلائم واقامة نظام ديمقراطي شامل لجميع المكونات تمثل اساساً لبناء مجتمعات مستقرة وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
على الرغم من الدور الحيوي للمؤسسة التعليمية في بناء السلام، إلا أنه يعتبر تحدٍ بالنسبة للمجتمعات التي تعاني من ما بعد النزاع، لاسيما في رواندا وأفغانستان التي تركت النزاعات العرقية والاثنية والقبلية تأثيراً عميقاً على البنية التحتية التعليمية والمجتمعية، وعلى الرغم من أن التنوع امر طبيعي الا ان السياسات التي انتهجتها الانظمة السياسية هي التي عززت الوعي السلبي بهذا التنوع، فشكلت عملية بناء السلام في كل منهما نموذجين مهمين لما يمكن للمؤسسة التعليمية ان تحققه في تعزيز كل هذه القيم والمفاهيم الايجابيه
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الماجستير بتقدير “جيد جداً عالي” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .