ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “تأثير القوى التعديلية في النظام الدولي (روسيا والصين) أنموذجاً للطالبة “غفران عبد الزهرة عباس” وتناولت الرسالة التحولات والتغيرات التي شهدتها الساحة الدولية أواخر القرن العشرين من انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 وقيام النظام الدولي أحادي القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فضلاً عن الاجراءات الانفرادية والتسلطية للقوة المهيمنة في إدارة النظام الدولي، والتي دفعت القوى الكبرى غير الراضية عن الوضع الراهن التي تمتلك من مقومات القوة والتأثير السعي للممارسة دوراً فاعلاً في الساحة الدولية.
وعلى ضوء ذلك رأت القوى التعديلية ان النظام القطبية الاحادية قد همش دورها دولياً وانه لا يحقق مصالحها الذاتية كونها تمتلك الإمكانيات والقدرات التي تسمح لها بممارسة دوراً عالمياً، يسمح لها بمنافسة الولايات المتحدة الأمريكية، إذ سعت للحد من التفرد الأمريكي من الهيمنة في الساحة الدولية، ومن تلك القوى الكبرى التعديلية روسيا الاتحادية والصين.
إذ ترى كل منهما عدم تناسب حجم التأثير الذي تمارسه في الساحة الدولية مع حجم إمكاناتها من القوة المتاحة، فالصعود الروسي- الصيني منذ بداية القرن الحادي والعشرين بالتزامن مع تراجع الدور الفاعل للقوة المهيمنة شكَّل خطراً للقطب الاحادي، إذ لم يعد يقتصر التفوق على القدرات العسكرية فحسب انما القدرات الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية، فروسيا الاتحادية تُعد منافساً كبيرة من حيث القدرات العسكرية اما الصين تعُد منافساً اقتصادياً؛ وذلك لانها تحتل المرتبة الثانية بالقدرات الاقتصادية بعد الولايات المتحدة الامريكية، فضلاً عن قدراتهما بالمجالات الاخرى يؤهلهما للتأثير في النظام الدولي.
وفي نهاية المناقشة منحت الباحثة درجة الماجستير بتقدير “جيد جداً عالي” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .

Comments are disabled.