ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة “ابعاد الغيبة الصغرى في الفكر السياسي الإسلامي الاثنى عشر” للطالبة “سهى حسن شرهان”.
وتناولت الاطروحة موضوعاً هاماً فمسألة الغيبة من اكثر المسائل التي أثارت جدلاً واسعاً ، لا سيما في ما يتعلق بالغيبة الصغرى ، بصفتها المرتكز الأساسي في أثبات ولادة الإمام (محمد بن الحسن المهدي) (عليه السلام) ، وإدارته لقواعده الموالية بالخفاء وعن طريق النيابة الخاصة و العامة عنه ؛ مما جعل دارسة الغيبة الصغرى من الأهمية بمكان لمعرفة ماهي ابعادها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الفكرية ، وما دورها في تفنيد الأفكار و الطروحات المادية و الشيوعية وكذا دورها في تفنيد مشروع الديانة الإبراهيمية الجديدة .
وعليه تطلب الأمر الخوض في ماهية السياسة وماهية الدولة العادلة وفقاً للأطروحة العادلة ، وبيان ما هي محددات قيام الدولة العادلة هل تقتصر على و جود القائد الإلهي فقط ، أم تتطلب محددات أخرى تركز على عملية التغيير الأجتماعي ، كما في قوله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [سورة الرعد ، الآية :11] ، أي إن هناك علاقة بين التغيير على المستوى الداخلي والخارجي ، فكلما تحقق التغيير الداخلي يستتبع التغيير الخارجي ، لذا حاولت الدراسة بيان دور الائمة (عليهم السلام) على مستوى الإدارة الظاهرة وكيف تعاملوا مع مجتمعاتهم ، وكيف وصل الحال إلى الإدارة بالخفاء لكي يتحقق السير نحو التكامل ، أي بعدما بلغت البشرية مستوى الإرتقاء في الفكر ، أي كيف يسيرون نحو التكامل في ظل غيبة القائد الإلهي ، فالمطلوب مواصلة الطريق نحو الأعلى ، وهنا يتفرع الخط في التكامل على مستويين أحدهما يتكامل نحو الأعلى والآخر يتجه صوب الأسفل ، إلى أن تتكون قواعد موالية مبتنية على الوعي و الإدراك المفضي للتضحية و الإخلاص ، واعية على تقديم المصالح العامة على حساب مصالحها الخاصة ، لغرض الوصول نحو الهدف المنشود للتكامل.
وفي نهاية المناقشة منحت الباحثة درجة الدكتوراه وبتقدير “جيد جداً عالي” متمنين لجميع طلبتنا الاعزاء الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.

Comments are disabled.