ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة ” إدارة التنوع المجتمعي في كندا كيبك أنموذجا
للطالب “علي عبد المطلب صادق”
واوضحت الاطروحة مهام الدولة في إدارة التنوع المجتمعي للوصول إلى أعلى درجات الإستقرار السياسي والمجتمعي، ولعل تبني الدولة الشكل الإتحادي الفيدرالي والديمقراطية التوافقية كان له الأثر الإيجابي في احتواء التباينات الفرعية والمظاهر المتعارضة بين مكونات المجتمع، وهو الذي عملت عليه كندا التي تأسست أصلاً على أساس إتحاد فيدرالي بين مقاطعتي كندا العليا ذات الغالبية الإنكليزية وكندا السفلى ذات الغالبية الفرنسية وتنفيذا لتوصيات البريطاني (درهام) الحاكم العام على المستعمرات البريطانية في كندا من خلال إصدار قانون الاتحاد الكندي لعام 1840م، ووفقاً لأحكام قانون أميركا الشمالية البريطانية تشكلت كندا لاحقا من إتحاد أربع مقاطعات يربطها التاج البريطاني بشكل اتحاد ذاتي نظمه القانون الدستوري لعام 1867م الذي يعد الراعي المؤسس لكندا بإتحاد فيدرالي قوامه اليوم عشر مقاطعات بإدارة ذاتية وصلاحيات واسعة مع ثلاثة أقاليم تشرف على إدارتها الحكومة الاتحادية، وقد شكل الميثاق الكندي للحقوق والحريات الذي تضمنته الحزمة الدستورية للقانون الدستوري لعام 1982م أول بيان شامل يرسخ القيم الإنسانية والحقوق الديمقراطية وأن كندا بلد يتكون بشكل رئيس من قوميتين إنكليزية وفرنسية وفيها لغتان رسميتان هما الإنكليزية والفرنسية.
هذا وتشعر مقاطعة كيبك ذات الغالبية الفرنسية والثقافة الفرانكفونية أن معاملتها كأقلية في إطار كندا الاتحادية ذات الغالبية الإنكليزية والثقافة الانكلوفونية يعد انتقاصا من شأنيتها السياسية وقيمتها الثقافية، وهذا أمر مرفوض تماما بالنسبة لها ومصادرة لحقها التأريخي والمنطقي في وجوب معاملتها المتمايزة عن باقي كندا كونها أحد مؤسسي الإتحاد الكندي بالتكافؤ مع الطرف الإنكليزي وينبغي المضي قدما في إثبات ذلك الاستحقاق حتى لو تطلب ذلك الانفصال عن كندا.
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه وبتقدير “جيد جداً” متمنين لجميع طلبتنا الاعزاء الموفقية والنجاح