ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة “نقد الصــهيونــية في الفكر السياسي الــــيهـــودي المعاصر ” للطالب “حسين عدنان هادي” وبإشراف الأستاذ المساعد الدكتور” أحمد عدنان عزيز الميالي”.
وناقشت الاطروحة النقد اليهودي الفكري المعاصر للإيديولوجية الصــــهيونية الذي بدأ مع ظهور الصهيونية بوصفه نسقًا فكريًا واضحًا في إطار الفكر السياسي اليهودي، وعلى الرغم من أن النقد الفكري والسياسي للإيديولوجية الصهيونية كان هامشيًا منذ بدايات نشوء الصهيونية وصولًا إلى قيام الكيان الصــــهيـــوني، ويعود ذلك لأسباب متعددة الأول منها أن الأفكار الصهيونية ذاتها كانت فكرة طوباوية لم تكن قابلة للتحقيق في نظر المفكرين والحاخـــــــامات اليـــــــهود، والثاني منها أنها كانت أداة من أدوات الاستعمار الأوربي الحديث، ولم تكن وليدة الفكر الــــــــــيهودي الخالص، ثالثًا وأخيرًا لم تكن الصهيونية بعد سوى فكرة مجردة في عقول بعض المفكرين اليهود، إذ لم تتحول بعد إلى مشروع سياسي الغاية الأولى منه خلق كيانية لدولة يــــــهودية من العدم، ومع تأسيس الكيان الصهيوني تحول النقد الهامشي إلى حالة فكرية منهجية أخضعت الصــــــهيونية للتقييم والنقد الواضح والصريح، مما أفرز اشكاليات فكرية عميقة للفرضيات التقليدية للفكر اليـــــهــودي الحديث والمعاصر منذ ظهور الصـــــــــهيونية وإلى الآن.
واوضحت الاطروحة ان النقد الفكري اليهودي للصهيونية لا ينطوي على نقد الأصول الفكرية والسياسية فحسب، بل امتد ليشمل كل ما أفرزته الصهيونية من أبعاد فكرية وسياسية نتيجة احتكاكها بالواقع السياسي والاجتماعي اليهودي المعاصر، والذي تمثل بنقد الأسس الفكرية والتي تمثلت بنقد فكرة الحداثة وطبيعتها وما أفرزته من أفكار نقدية متعلقة بالقومية والهوية اليهودية المعاصرة، وتمثلت الأسس السياسية بنقد فكرة الدولة وأصولها، فضلاً عن طبيعتها وشكلها، ونقد فكرة العلمانية اليـــــهودية التي تبنتها الصهيونيــــة، والجدل بين الديني والسياسي في الفكر السياسي اليـــــهودي، فضلًا عن نقد فكرة الديمقراطية وجدلية الديمقراطية واليـــــــهودية، ونقد الديمقراطية الليبرالية والحديث عن عيوبها.وفي نهاية المناقشة منح الطالب درجة الدكتوراه وبتقدير “جيد جداً عالي” متمنين لجميع طلبتنا الأعزاء الموفقية والنجاح.

Comments are disabled.