نظّم قسم الفكر السياسي ووحدة الإرشاد النفسي والجامعي في كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد، صباح يوم الاثنين الموافق17 / 11/ 2025، ندوة علمية بعنوان «المخدرات وأثرها على الاستقرار السياسي والأمن المجتمعي» وذلك في قاعة الدكتور جهاد الحسني. قدّم الندوة مجموعة من تدريسيّي القسم ووحدة الإرشاد، حيث جاءت الندوة في إطار البرامج والسياسات الخاصة بمكافحة المخدرات وتعزيز الاستقرار السياسي والأمن المجتمعي، وبما ينسجم مع جهود الكلية في دعم الوعي المجتمعي، وترسيخ ثقافة الوقاية من الإدمان، وتقوية المؤسسات القادرة على مواجهة هذه الظاهرة.
وتناول المحاضرون بالتحليل الآثار السلبية لانتشار المخدرات، مؤكدين أنها تشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن المجتمعي من خلال رفع معدلات الجريمة والعنف، وإضعاف التماسك الاجتماعي، فضلًا عن تأثيراتها الخطيرة على الاستقرار السياسي من خلال تآكل مؤسسات الدولة، وتقويض السياسات العامة، وزيادة مستويات الفساد. وأوضحت الندوة أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية، مثل البطالة والفقر وضعف الوعي، تُعدّ من أبرز الأسباب التي تساهم في تفاقم الظاهرة، إلى جانب ضعف برامج التوعية، وضعف التعاون بين المؤسسات التعليمية والصحية والأمنية. كما سلّط المحاضرون الضوء على أهمية تعزيز قدرة الدولة على ضبط الحدود، وتقوية الأجهزة الأمنية، ومواجهة الجريمة المنظمة، وتطوير استراتيجيات وقائية وتنموية تسهم في الحد من انتشار المخدرات داخل المجتمع.
وشددت الندوة على ضرورة إطلاق برامج مجتمعية تُعنى بالصحة النفسية والاجتماعية، وتعزيز دور المجتمع المدني والإعلام في نشر الوعي بمخاطر الإدمان، وتحقيق شراكة فاعلة مع مؤسسات الدولة لدعم الجهود الوقائية والعلاجية. وأكد المحاضرون أن موضوع المخدرات يرتبط بعدد من أهداف التنمية المستدامة، ومنها الهدف السادس عشر المتعلق بالسلام والعدل وبناء مؤسسات قوية، والهدف الثالث الخاص بالصحة الجيدة والرفاه، والهدف الثامن المتعلق بالعمل اللائق والنمو الاقتصادي، والهدف العاشر الخاص بالحد من أوجه عدم المساواة، وهو ما يعكس أهمية معالجة هذه الظاهرة بوصفها قضية أمنية وسياسية واجتماعية وصحية في آن واحد.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على ضرورة تعزيز الحكم الرشيد، وتفعيل القانون، وتقوية مؤسسات الدولة، إلى جانب دعم التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة شبكات تهريب المخدرات، وترسيخ الوعي المجتمعي بخطورة هذه الآفة التي تهدد أمن المجتمع واستقراره السياسي، وتؤثر في مستقبل التنمية المستدامة في العراق.



