ناقشت كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة( اثر الحرب على الارهاب على الصراع الهندي – الباكستاني ) للطالب (اسحاق يعقوب محمد ) وهدفت الاطروحة الى مناقشة الإرهاب الدولي الذي شكل تحدياً استراتيجياً للنظام الدولي ولاسيما مع بداية القرن الحادي والعشرين، بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عُدّ تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين على وفق قرارات الأمم المتحدة وأصبحت محاربته مبدأً اساسياً في استراتيجيات الأمن القومي لدول العالم وخاصة الدول الكبرى.
وتركت الحرب على الارهاب أثارها الإيجابية والسلبية على الصراع الهندي – الباكستاني وإن كانت الآثار السلبية أقوى من الإيجابية رغم أن الارهاب عُدّ تهديداً واضحاً لأمن ومصالح كلا الدولتين وكان هذا يقتضي تقاربهما وتعاونهما في محاربة الارهاب، والدخول في مسار تفاوضي حقيقي لحل المشاكل والأزمات العالقة بين الطرفين لغض توحيد الجهود لمحاربة الارهاب معاً, إلا أن ما جرى على أرض الواقع كان خلاف ذلك.
لقد تصاعدت حدة التوترات في الصراع بين البلدين بعد بدء الولايات المتحدة الأمريكية حربها على الارهاب وكادت أن تصل في مناسبتين الى مستوى الحرب بين البلدين, بعد تفجيرات ارهابية في الهند عام 2001 وعام 2008, وهي حرب يحذر المجتمع الدولي كله من خطر اندلاعها لأن البلدين حائزين على الأسلحة النووية، ولذا فإن دراسة الحرب على الارهاب لا يجب أن تقتصر على آثار العمل الارهابي فقط بل على قضايا أخرى كالصراعات بين الدول. وتم في هذه الأطروحة دراسة الآثار التي نجمت عن الحرب على الارهاب في الصراع الهندي– الباكستاني، وبيان الآثار الداخلية لهذه الحرب في كلا البلدين، ودراسة الآثار الإقليمية لها على منطقة جنوب آسيا وعلى جهود التعاون الإقليمي بين دولها من أجل الانتقال الى مراحل أعلى في التعاون والتكامل الإقليميين لحل مشكلات هذه المنطقة ونزاعاتها وصراعاتها التي تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الجهود. كما تم دراسة الآثار الدولية للحرب على الارهاب في الصراع الهندي – الباكستاني من خلال بيان مواقف كل من الصين وروسيا الاتحادية من هذه الحرب منذ بدايتها، وكيف انعكست تلك المواقف على هذا الصراع واتجاهاته ومحاوره الاستراتيجية. وأخيرا كان هنالك بيان لأفاق الصراع المستقبلية في ضوء الحرب على الارهاب من خلال بيان سيناريوهات ثلاثة لهذا المستقبل.
وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (جيد جدا عالي) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.وذلك يوم الاثنين الموافق 2019/01/28 وعلى قاعة الحرية