ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة (القوة الاقتصادية في الادراك الاستراتيجي الياباني تجاه اسيا -الباسفيك بعد عام 2003) للطالبة (لارا حسن عبد الله ) وناقشت الاطروحة منطقة آسيا-الباسفيك التي تعد من المناطق التي تحتوي على مقومات القوة الاستراتيجية التي ترشحها لكي تكون من العوامل المساهمة لرسم معالم الاستراتيجية العالمية أذ رجح الخبراء الاستراتيجيون بان القرن الحالي سيكون قرناً باسفيكياً نتيجة لظهور قوى اقتصادية وسياسية وعسكرية مثل اليابان و الصين وكوريا الجنوبية واستراليا اذ قامت هذه الدول بتفعيل ديناميكية الاقتصاد العالمي نتيجة امتلاكها قوة بشرية هائلة تقدم بدورها العمالة الرخيصة والاسواق العالمية التي تحركها التجارة والاستثمار, فضلاً عن امتلاكها لمصادر الطاقة المهمة لعملية التنمية لبلدان هذه المنطقة, ومن هنا تظهر الاهمية الجيوستراتيجية لمنطقة اسيا-الباسفيك. ونظراً لأهمية هذه المنطقة في استراتيجية اليابان عملت على تعزيز مفهوم التعاون بين دول المنطقة من اجل تحقيق اهدافها, واعتمدت على الاستثمار والتجارة وتقديم الخدمات المالية والمصرفية لدول المنطقة فضلاً عن سياسة القوة الناعمة المتمثلة بالمساعدات الاقتصادية والدبلوماسية اليابانية, وانضمت اليابان لعدد من المنظمات الاقليمية في اسيا من اجل تشجيع الحوار وتبادل الثقة بين الدول وذلك لمنع النزاعات والتوترات التي ربما تقود الى سباق تسلح قد يرهق اقتصادها . وتمتلك اليابان مقومات القوة الاستراتيجية والتي تؤهلها ان تكون قطباً دولياً واقليمياً مؤثراً في الساحة الدولية , اذ تمتلك ميزات تتفرد بها عن غيرها من الدول, إذ استطاعت مثلاً ان تحقق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة, بامتلاكها القوة التكنولوجية وتسعى الان الى تغيير الاستراتيجية العسكرية اليابانية لتحويلها الى قوة عسكرية لاسيما في حالة تعديل المادة التاسعة من الدستور الياباني وبالتالي تحويل اليابان الى قوة نووية يمكن ان يغير من التوازنات الاستراتيجية في منطقة اسيا الباسفيك. وقد انتظمت الدراسة بأربعة فصول فضلا عن مقدمة وخاتمة وفصل تمهيدي على النحو الآتي: عرض الفصل التمهيدي (الاطار النظري والمفاهيمي) وقسم هذا الفصل على ثلاثة مباحث: تناول المبحث الأول مفهوم الإدراك الاستراتيجي. اما المبحث الثاني فتم فيه توضيح مفهوم القوة الاقتصادية وعناصرها. بينما تضمن المبحث الثالث أسيا الباسفيك المفهوم والحدود. وفي الفصل الاول الذي تم تقسيمه على ثلاثة مباحث, عرض المبحث الاول القوة الاقتصادية اليابانية وعناصرها ، اما المبحث الثاني فتضمن ادراك اليابان لمقومات قوتها الاقتصادية واليات فاعليتها لتحقيق اهدافها ،اما المبحث الثالث فتناول العوامل المؤثرة في القوة الاقتصادية اليابانية . اما الفصل الثاني فسم على ثلاثة مباحث: بحث المبحث الاول التنافس الاقليمي على اسيا الباسفيك, وتضمن المبحث الثاني التنافس الدولي على اسيا الباسفيك, اما المبحث الثالث فبحث الادراك الياباني للتنافس الاقليمي والدولي . وفي الفصل الثالث الذي قسم على مبحثين: تم في المبحث الاول بحث توظيف القوة الاقتصادية لعناصر القوة الصلبة, اما المبحث الثاني فيتضمن توظيف القوة الاقتصادية لعناصر القوة الناعمة. وضم الفصل الرابع مبحثين: تناول المبحث الأول مشهد استمرارية القوة الاقتصادية في الادراك الاستراتيجي الياباني ،اما المبحث الثاني فتضمن البحث في مشهد تراجع القوة الاقتصادية في الادراك الاستراتيجي الياباني .وقد منحت درجة الدكتوراه للطالبة بتقدير (جيد جدا عالي ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 18/4/2019 على قاعة الحرية.