نظمت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد محاضرة بعنوان (دور القوات الامنية في محاربة داعش ومعالجات الفكر المتطرف ) والتي القاها رئيس جامعة الدفاع للدراسات العسكرية الفريق الركن جميل كامل عبد الله الشمري بحضور عميد كلية العلوم السياسية الاستاذ المساعد الدكتور فرح ضياء حسين ومعاوني العميد وعدد من اساتذة وطلبة الكلية وتناولت المحاضرة دور القوات الامنية البطلة في صد ومحاربة تنظيم داعش الارهابي الا ان القضاء العسكري على تنظيم داعش ليس كافياَ بل لا بد من القضاء عليه فكرياَ, , ومن هنا لابد من العمل بشكل جاد لتخليص المجتمعات من أفكار داعش ونشر الأفكار البناءة وتوظيفها في حوارات التعايش السلمي بين المكونات وإعادة الثقة بينهم، وأنتشار قيم التسامح المجتمعي وروح العمل الجماعي, وإنطلاقاَ من كون الإسلام دين سماوي يدعو إلى نبذ العنف والإرهاب ويؤمن بالآخر والتعايش السلمي مع غيره من الديانات السماوية الأخرى, وعليه فأن مسؤولية ذلك تقع على الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لأنها في الأصل مسؤولية مشتركة, وكذلك يمكن إشراك مؤسسات البحث العلمي الأكاديمي بوضع الحلول والمعالجات لمكافحة تلك الظواهر الدخيلة على المجتمع العراقي, ومن أبرز المؤسسات التي يمكن الإنطلاق منها, هي مؤسسة العائلة، بعدها مؤسسة إجتماعية تقع عليها مسؤولية مكافحة الفكر المتطرف, وهي البداية الأولى لنشأة وتكوين شخصية الفرد, وكذلك تعد المؤسسات التعليمية من أهم الآليات التي نلجأ إليها في مكافحة الأفكار الظلامية, والبناء القائم على أساس تعزيز الروح الوطنية ومحاربة الأفكار المنحرفة وذلك عبر إعداد البحوث العلمية والمقاربات الفكرية التي تشجع على إنتهاج نمط تعليم ينسجم مع التوجهات الوطنية وسبل تعزيزها في المجتمع, وأيضاَ يدخل في هذا الإطار المؤسسة الدينية ودورها في بناء الفكر الإسلامي الصحيح ومن ثم محاربة الفكر الإرهابي والمعتقدات التي نشرها في مناطق سيطرتهم, كون الإسلام دين ينبذ كل أشكال الإرهاب وعدم الدعوة لإستخدام القوة مع الآخرين عبر عدم إكراه الآخرين، ومن ثم بناء ثقافة دينية حقيقية تدعو إلى الإسلام وقيمه وتعاليمه وهي مهمة يتولى تنفيذها خطباء المنبر الديني عبر توظيفهم لدور العبادة لتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والترسيخ لكل القيم الاخلاقية ونبذ القيم والسلوكيات المنحرفة الضالة, ويمكن أن تكون لمنظمات المجتمع المدني دوراَ في محاربة الفكر الإرهابي وذلك عبر تشجيع الشباب على تنمية قدراتهم الذهنية وإستثمار الجوانب الإيجابية لهم في القيام بأعمال تطوعية وتوعوية وتقديم مختلف الدعم للمشاريع التي تعود بالنفع العام عليهم.إن كل ما سبق ذكره في هذا المجال يمكن أن يساهم في محاربة أفكار التنظيمات الإرهابية .وذلك يوم الثلاثاء الموافق 30/4/2019 على قاعة الحرية .