ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة (إدارة الدولـة في العـراق بعـد العـام 2003 وتحدياتهـا(دراســــــة تحليليـــــة) للطالبة (هند قاسم محمد ) وتناولت الاطروحة ادارة الدولة وهي عملية شاملة ومركبة ومتكاملة ، إذ تتداخل فيها كل الجوانب؛ (السياسية، والامنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية) وذلك يقودنا الى القول بأنّ التحديات التي تواجه عملية الادارة او إعادة تشغيل ادارة الدولة ايضا ستدخل فيها كل تلك الجوانب مع تأثير الواحدة في الاخرى ، وذلك ينطبق على كل الدول .

وتتجسد ادارة الدولة بشعور افراد المجتمع بالمشاركة او المساهمة في الشئون العامة، وتحقيق مصالحهم، وتوفير الخدمات لهم، ومن ثم يخلق ذلك لهم شعور بالانتماء الوطني للدولة، وإقرارهم بنظامها السياسي واحترامه وامتثالهم لقواعده القانونية، وقد رافقت عمليات الادارة كل الدول المتحولة للديمقراطية الكثير من التحديات. لكنها استطاعت بمسيرة طويلة التغلب على تلك التحديات وذلك بإزاحة المؤسسات التقليدية، ووضع اسس جديدة لعملية ادارة الدولة بتوزيع السلطات والصلاحيات، وإيجاد مؤسسات ديمقراطية تناسب الادارة الجديدة.

 إذ يمكن انّ نلحظ إنّ الدولة العراقية منذ تأسيسها في العام 1921، وحتى العام 2003، لم تتكامل مسيرتها في عملية البناء والادارة ، بل نرى إنّ كل مرحلة لها اسلوب معين في الادارة ، حيث لم تعبر الدولة الناشئة عن مجتمعها المتعدد الاثنيات والديانات والمذاهب والثقافات، وقد سادت حالة من القطيعة ما بين الدولة ومجتمعها، ووضعتها اوضاع نشأتها، والنظم السياسية التي حكمتها في مواجهة تحديات داخلية وخارجية عجزت عن التعامل معها، بسبب ضعفها النابع من ضعف ارتباط تلك النظم مع المجتمع العراقي التعددي ، إذ يمكن ان نلحظ فشل كل الحكومات المتعاقبة في إدارته .

اما بعد العام 2003 فنرى إنّ: اسلوب الادارة اللامركزية هو الذي ارسى عملية الادارة السياسية للدولة، الا إنّ تلك العملية ظلت تواجه الكثير من التحديات السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية، وكان من الصعب حلها؛ وذلك بسبب ترابط الواحدة بالاخرى، وتلك التحديات جعلت من عملية الادارة عملية متلكئة غير كفؤة لا تحقق طموحات المجتمع العراقي وآماله ومن ثم أبطأت من عملية البناء الديمقراطية .وقد منحت درجة الدكتوراه للطالبة بتقدير (جيد جدا”) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاربعاء الموافق 26/6/2019 على قاعة الحرية .

Comments are disabled.