ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه ( التطرف في الفكر الغربي المعاصر (النازيون الجدد انموذجا)) للطالب (مهند احمد ياسين ) وناقشت الاطروحة محاولة لتفسير ظاهرة التطرف في الفكر الغربي المعاصر متخذةً النازيون الجدد انموذجاً وذلك انطلاقا من رؤية فكرية مفادها ان التطرف لا يتحدد برقعة جغرافية او حقبة زمنية او عرق محدد او جنس او دين لا بل حتى يطال الدول المتقدمة والاقل تقدماً وقد احتوت الدراسة على أهمية انطلقت من كون التطرف ظاهرة تصاعدت بشكل كبير وواضح في الحقبة الاخيرة، لاسميا في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة وتعرض المجتمعات إلى موجات عنيفة من الارهاب الناجم عن التطرف، وعلاوة عن الاشكالية والفرضية، التي ضمّت اسئلة عديدة تدور حول ما هو التطرف وما هي أنواعه في الفكر الغربي المعاصر والتي توافرت فيها الاجابة من خلال متن الدراسة اما المنهجية والهيكلية فقد بيّن فيها الباحث استخدام المناهج (المدخل التاريخي، المنهج التحليلي، المنهج المقارن) فضلا عن مناهج أخرى استخدمها الباحث في تقديم التعارف المطلوبة للتطرف علاوة على نشأة التطرف في الفكر الغربي المعاصر واسبابه أما بالنسبة لهيكلية الدراسة فعلاوةً على المقدمة والخاتمة والمصادر جاء الفصل الاول يتتبع ماهية الفكر المتطرف وتعارفة عند الغرب حيث اختلف من مفكر إلى آخر، ومن دولة إلى أخرى مما يدل على انه مفهوم مرن وشائك في عينه حيث عرفته المفوضية الاوربية على انه (ظاهرة اعتناق طائفة من الافراد لافكار واراء ووجهات نظر يمكن ان تقودهم إلى القيام باعمال ونشاطات ارهابية)، كما تم مناقشة الجذور الفكرية للتطرف، في الفكر الغربي المعاصر والتي وجد فيها الباحث انها بدأت مع دولة المدنية، عندما تم تقسيم المجتمع طبقيا على ثلاث طبقات الاحرار والاجانب والعبيد اما الحقبة الوسطى فقد تميزا التطرف الديني للكنيسة والكهنه إلى حد عده من سمات الحقبة الوسطى وصولاً إلى الحقبة الحديثة والتي ظهرت فيها الليبرالية والرأسمالية، لنشهد تطرف جديد وهو تطرف اقتصادي يقسم المجتمع وفق الثروة، اما التطرف في الحقبة المعاصرة فقد شهد تغير واضح في الرؤى التي غالبا ما قامت على اساس عنصري او ديني او عرقي او اثني لتبتعد هذه المره على التطرف الاقتصادي مع الاخذ بعين الاعتبار الماركسية بعدها تطرفاً طبقيا كما تناول الفصل مسببات التطرف كالعوامل الاجتماعية والدينية والنفسية والشخصية والسياسية والاقتصادية اما الفصل الثاني فقد سلط الضوء على مذاهب التطرف في الفكر الغربي المعاصر، حيث تناول الباحث فيه المذاهب القومية والعرقية مركزا على الفاشية والنازية والستالنينية والصهيونية بعدها مذاهب اعتمدت في انشارها على التفوق القومي والعنصري علاوة على المذاهب الفكرية التي تعتمد على الفاعلية الحركية للمعسكر الشرقي والمعسكر الغربي … الخ، وكيف هذه المباني الفكرية قد احاطت نفسها بشكل او باخر بمجاميع من الدول اقتنعت بأفكارها دون غيرها. كما ركز الباحث على النظريات المعاصره بعدها شكل جديد من التطرف والتبعية إلى وهي نظريات( العولمة، صدام الحضارات، نهاية التاريخ، سلطة المعرفة، عصر الايدولوجية وصولا إلى نظريات الحداثة ومابعد الحداثة) كما وجد الباحث ان التطرف الحديث والمعاصر ظواهر تختلف عن العصور السابقة كظهور الليبرالية الجديدة والماركسية الجديده علاوة على ازمة الهوية والقومية، اما الفصل الثالث والذي جاء بعنوان نماذج التطرف والمتغيرات التمكنية في الفكر الغربي المعاصر والذي تم البحث فيه عن اصناف وتشكيلات التطرف كالاحزاب المسيحية والاحزاب الديمقراطية المسيحية والاحزاب الشيوعية الايطالية علاوة على الجماعات العلمانية المتطرفة، كما بحث المتغيرات التمكنية للتطرف كالقيم والهجره والشعبوية والعولمة والتعددية وتم تسليط الضوء في المبحث الاخير على التطرف اتجاه الاخر الداخلي والخارجي الديني وغير الديني، ووصولا للفصل الرابع والاخير وهو النازييون الجدد كانموذج للتطرف الفكري حيث تم البحث فيه عن اهم الاسس الفكرية للنازيون الجدد واعلامهم علاوة على تتبع تاريخي لنشأتهم واسباب عودتهم مرة اخرى ومحاولاتهم الحثيثة للحصول على المشروعية في الدول الاوربية من خلال تشكيلاتهم واحزابهم، كما ضم الفصل الرابع عوامل سيطرة النازيون الجدد من خلال حركتهم ونشاطهم في ايطار التطبيق والتتنظيم كحزب البديل الالماني وحزب الرايخ الاشتراكي والهوليجانز في بريطانيا وهولندا والحزب القومي الألماني، وقد تضمن الفصل جملة من المتغيرات التي عرقلت انتشار النازييون الجدد كالمشاكل الداخلية للتشكيلات والتجمعات علاوة على اصدار القوانيين لبعض الاحزاب وايقافها والجرائم التي تم ارتكابها من قبل تلك التشكيلات والتي فوضت من انشار الفكر موخراً وانتهت الدراسة بخاتمة ومصادر التي يرجوا منها الباحث الوصول إلى ماطرحته الاشكالية من تساؤلات والاجابة عليها علاوة على صحة الفرضية.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (جيد جدا”) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 4/7/2019 على قاعة الحرية .