ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه (نقد الحداثة في الفكر السياسي الغربي المعاصر (نماذج مختارة)) للطالب (علي حميد موزان ) وتمظهرت هذه الاطروحة الموسومة من خلال عدة محاور جوهرية في إطار الفكر السياسي الغربي المعاصر، إذ بدأت بأفكار وتأملات ومن ثم نقداً ومعالجات، مرورا بتحليل واستيضاح لأهم الأفكار السياسية للحداثة والاثار الناجمة عن تطبيقاتها والتي شكلت اهم المعاضل التي عانى منها الأنسان ضمن هياكل النظم السياسي الغربي المعاصر.
فبدأت الدراسة بمقدمة ثم تناولنا مفاهيم في اطار المصطلحات، لتكون مدخلا لمعرفة مدى تأثر الحداثة بالبيئة التي تكونت فيها والدوافع التي ساعدت على نشأتها بالتالي أدت إلى صقل أفكارها، ومدى انعكاس هذا التأثير على صياغة افكار مثلت اوضاع اخرى للتطور الحداثة.
ثم تنتقل الدراسة إلى محاولة التعرف على مجموعة منتخبة بعناية من الافكار التي عالجت (الحداثة) من خلال البحث في موضوعات متعددة من الفكر السياسي، التي تجسدت من خلال رؤيتين: الرؤية الأولى كيف اصبح العقل المنتج للحداثة اداة تسيره الحداثة، والواقع الذي انتجه هذا العقل الاداتي في الوضع الإنساني من منظور الصورة الكلية، اي ما يعيشه الشعوب في تلك المدة من سيطرة الكليات الشمولية. التي تجسدت في غياب ابعاد الانسان في ظل وجود البعد الاكبر المذوب للابعاد الانسانية وهي الدولة الشمولية، والذي انتج لنا غياب مفهوم الاعتراف بالاخر وغياب مفهوم التعايش السلمي.
إما الرؤية الثانية: فتجسدت من خلال ما جاء في الفصل الثالث والرابع ضمن منظور أكثر دقة وخصوصية، إذ لوحظ غياب الفعل عند الفرد، من خلال الوضع الإنساني وتراجع الفعل السياسي وتغيبه ومن خلال قراءة في مسببات غياب ذلك الفعل الذي تجسد في وضع (مابعد الحداثة) بعده انعكاساً للحداثة السياسية، عبر السرديات التي انتجتها الحداثة، والتي كونت فيما بعد صورة فوق واقعية لخدمة السلطة السياسية بعيداً عن مصالح الفرد، مما حفز الفرد نحو المزيد من البراغماتية بعيداً عن روح التضامن الجماعي، الأمر الذي ولد ردة فعل نقدية بضروة استعادة الانسان الذي غيب بفعل الحداثة من خلال استعادة الحداثة نفسها بعدها مشروع لم يكتمل بعد، ومحاولة الافكار للتصدي لكل حالة تعيق عملية استعادة ابعاد الانسان وخاصة بعده السياسي من خلال استعادة فعله، الذي تمثل في وضع (بعد مابعد الحداثة) التي انتجت فكراً يعمل على استعادة الفعل السياسي من خلال استعادة الاداء او تفعيله بالانسان بعد ان عملت الحداثة على دمجه مع تطور ودوران عجلتها.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (جيد جدا ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 12/9/2019 على قاعة الحرية .