ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه (البنيوية وما بعد البنيوية في الفكر السياسي الفرنسي المعاصر :دراسة في ابرز الاتجاهات والنماذج ) للطالبة (سماح نجم كاظم ) وتناولت الاطروحة من البنيوية وما بعد البنيوية كانت الدراسة النظرية في سياق الفكر السياسي الفرنسي المعاصر، دراسة من شأنها أنَ تضعنا إزاء أهم السجالات النقدية والتحليلية لبيان ماهية البنيوية وما بعدها،وقد أنبرى المفكرون والباحثون إلى تصنيف البنيوية بين المنهج والفلسفة والايديولوجيا،تصنيفاً مدعوماً بانقسام الموقف المتخذ من البنيوية،والتي تمتد بأصولها لمنتظمات فكرية عديدة استمدت منها البنيوية وما بعد البنيوية أصولها وأفكارها لتؤسس منطلقاتها الفكرية والتحليلية،ولتطرح ضمن علاقة المنتظمين جدل تحديد طبيعتها:انقطاع أو استمرارية.
تضمن الفكر السياسي الفرنسي البنيوي المعاصر العديد من المفكرين دارت تنظيراتهم حول نقطة مركزية وهي علاقة الذات بالموضوع والمقاربة الرئيسة للجسد،مؤسسة ثلاثة اتجاهات:البنيوية الماركسية مؤسسها(التوسير)وأكملها(بولانتزاس)،ومن ثم البنيوية التكوينية،وأخيراً البنيوية الفوكوية،لتجمع على البناء الاجتماعي للجسد لترفض دراسته بوصفه ظاهرة فيزيائية،لتصطدم ببعدها الفكري بمنتظم الوجودية حيث مركزية الذات طبقاً لمقولة(الوجود في الإنسان سابق لماهيته)والعكس في البنيوية بكل اتجاهاتها،ومن هنا جاء الطرح الفكري حول طبيعة البنى وأثرها في الذات أو بعبارةٍ أخرى أثر الموضوع في الذات لتكون عالم البنى المتعالي،ليتجه(التوسير)إلى عزل الماركسية عن الفاعل الثوري الواعي والحر،مروراً بالبنيوية التكوينية فأنها وأنَ أرجعت الفعل الإنساني المؤثر في البنية فأن هذا الفعل نابع من الهابيتوس المنشأ من البنى المرسخة تاريخية،وفي كلا المنظمين أنتجت نظريات للدولة والسلطة والأيديولوجية و الصراع والعنف وغيرها من مفردات التحليل السياسي.
أما(فوكو)فجسد اللحظة الأكثر أهمية في الدراسة بانتقاله من البنيوية إلى ما بعد البنيوية وتنصله للبنيوية من جهة،بعد أشادته برجاحة التحليل البنيوي والدفاع عنه ضد ناقديه من الوجوديين والماركسيين ولذلك كان الأنموذج الأشد غموض وحنكة في تحديد المصطلحات،واضعاً أبستيم المعرفة الغربية ونظرية في السلطة والاضطهاد والعنف والإيديولوجيا والاعتراف ونقد التنوير،وأخيراً اتجاهات مابعد البنيوية لتطرح بصياغة تتلائم مع الإشكالية المطروحة وهي علاقتها بالبنيوية،ومنها لاتجاه التفكيك والهيرمينوطيقا ما بعد البنيوية لـ(ريكور)واتجاه الاختلاف،وتشكل علاقتهم بالبنيوية حجر الزاوية ومن ثم بيان طبيعة تنظيرهم السياسي في نقد الدولة والإيديولوجيا والسلطة والتنوير مما ينسجم مع طبيعة مشروعهم الفكري وأهدافهم،لتتجلى عدد مقاربات نقدية واختلافات ومقاربات ضمنية بينهم بوصفهم اتجاهات ضمن اتجاه ما بعد البنيوية،وبينهم وبين البنيوية،وأخيراً ما أطلق عليه(ريتشارد هارلند)(ما فوق البنيوية)وطرح (بودريار)ومابعد البنيوية النسوية لانموذجها كريستيفا،لنختم بتلقي الفكر السياسي الفرنسي خاصة و مدارس الفكر الغربي:المدرسة الأمريكية والألمانية عامة لفكر البنيوية وما بعد البنيوية في سياق دراسة مستقبل الفكر السياسي البنيوي وما بعد البنيوي،لتعد محددات رئيسة للمستقبل بالإضافة لما قدمته من أدوات تحليلية وأفكار شكلت مرجعية فكرية أو أسست لمدارس لاحقة لتدعم صيغة السيناريو التقدمي أو التراجعي في الدراسة المستقبلية.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالبة بتقدير (جيد جدا عالي)متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 18/6/2020 على قاعة الحرية.