ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير ( تاثير متغير الطاقة في منطقة الخليج العربي على التنافس الامريكي – الصيني بعد عام 2011 ) للطالبة (مها غافل حسين ) وتناولت الرسالة ان لمصادر الطاقة ومنها النفط والغاز الطبيعي تأثير مهم في العلاقات بين الدول وهذا التأثير يرجع لكون مصادر الطاقة تشكل محوراً مهماً في التجارة والسياسة الخارجية.
وبما ان توزيع مصادر الطاقة ليس متساوياً بين الدول، فهناك بعض الدول تتمتع بوفرة في مصادر الطاقة تشكل فائضاً عن ما تحتاجه داخلياً، و هذا الفائض تتوقف عليه التنمية الاقتصادية في دول اخرى تعاني من نقص في مصادر الطاقة .
لا شك ان تزايد إلاهتمام العالمي بنفط الخليج العربي لا يعود إلى توافره بأحتياطات ضخمة فحسب و انما يعود كذلك إلى بطئ المحاولات العديدة التي جرت و ما زالت جارية من الدول الصناعية و في مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية لتوفير طاقة بديلة للنفط كالطاقة الشمسية و الطاقة النووية؛ و ذلك لأسباب عدة في مقدمتها ارتفاع اسعار تكلفة هذه البدائل، وعدم تجهيزها لتغطية كل الاستعمالات التي يوفرها النفط.
وإن ما يميز نفط الخليج العربي من الناحية الجغرافية ايضاً هو وجوده في اقطار تقع في وسط اكبر المناطق المستوردة للنفط ( الصين و اليابان شرقاً و الولايات المتحدة ألامريكية و الدول الاوربية غرباً )
أن التنافس في هذه المنطقة هو على المصالح بين امريكا والصين والتي تحاول كل منها وفق استراتيجية محددة ان تقوم باستعمال الأدوات السياسية و الإقتصادية و العسكرية لجذب دول المنطقة إليها، إذ اصبح هنالك تنافس من الدول الكبرى على المنطقة .
لهذا تسعى هذه الدراسة للكشف عن العديد من المحاور المهمة لتأثير متغير الطاقة ومدى تاثيره على العلاقة التنافسية ألامريكية الصينية، وتطور العلاقات ايضاً، وألاهداف التي يسعى كل طرف الى تحقيقها عن طريق السياسة الخارجية والعوامل المؤثرة في تلك العلاقة داخلياً و خارجياً و بيان الاوضاع السياسية الدولية التي اصبحت عن طريقها الصين قطب دولي ودور الولايات المتحدة ألامريكية لتحقيق أهدافها البعيدة المدى وسعيها لتثبيت وجودها في المنطقة .
لذا انطلقت هذه الدراسة من مشكلة مفادها ان استقراء افاق التنافس بين هاتين القوتين ( الامريكية المتصدرة و الصينية الناهضة ) لاشك يحتاج الى قراءة في ركائز نهضة كل منهما وقراءة لمكانة وأهمية أمن الطاقة بشكل خاص و التي تعد متغيراً اساسياً في تشكيل مشهد التنافس الاستراتيجي بينهما ومن هنا ينطلق التساؤل الرئيسي : ما مدى مكانة الطاقة الخليجية في استراتيجية كل من الولايات المتحدة الامريكية والصين حالياً وفي المستقبل المنظور والاستنتاجات المبنية على ذلك
والاجابة المفترضة لهذا التساؤل الرئيس يتمثل بفرضية الدراسة الا وهي:
بالنظر إلى ان الولايات المتحدة الامريكية حققت تطورات هائلة على المجالات كافة في المستوى الاقليمي و الدولي، ما جعلها محل قوة عظمى و مؤثرة في السياسة الدولية فضلاً عن ظهور قوة اخرى الا و هي الصين التي اخذت وضع المنافس الاول والرئيس للولايات المتحدة الامريكية وفضلاً عن ذلك انها ارادت الظهور بوصفها لاعباً فاعلاً يؤدي دوراً رئيساً على المسرح الدولي و العمل على بناء طاقتها و امكاناتها على النحو الذي يمكنها من تلبية الاحتياجات الاقتصادية و الاجتماعية ،فمتغير الطاقة في منطقة الخليج العربي عامل مؤثر في كل من الولايات المتحدة الامريكية و الصين حالياً و مستقبلاً بحكم مكانة الانتاج و حجم الاحتياطي الهائل على المستوى العالمي، فأهمية منطقة الخليج العربي الجيوبولتيكية والجيوسياسية والطاقة التي تنتجها جعلها موضع تنافس حاد من القوى العظمى وهذا التنافس بهدف السيطرة وفرض النفوذ على المنطقة .
وللوصول الى استنتاج منطقي وعلمي فإنه يستعين بمداخل أو مقاربات فرعية تعزز القدرة على البحث ومنها التأريخي: لمعرفة بداية التنافس على هذه المنطقة . وكذلك المنهج الوصفي كمدخل لتحليل سياسة كل من القوى الدولية الكبرى التي تسعى لتشكيل علاقات عسكرية و اقتصادية و سياسية في المنطقة و محاولة التدخل في شؤونها و احتوائها و التي تعد ذات اهمية استراتيجية عبر توظيف عدة اطراف اقليمية لاستغلال موارد هذه المنطقة . و أيضاً المنهج النظمي : اذ تم التأكيد على اسباب التنافس في منطقة الخليج العربي بوصفها مدخلاً في الرسالة مقابل وجود النتائج بوصفها مخرجات الرسالة، والتأكيد على سعي كل طرف من اطراف التنافس لتحقيق اهدافه في المنطقة .
من اجل إن تحقق الدراسة غايتها والوصول إلى أهدافها ونتائجها فقد تم تقسيمها إلى ثلاثة فصول وخاتمة تضمنت أهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة تناول الفصل الأول اطار مفاهيمي عن الطاقة والتنافس الدولي ومنطقة الخليج العربي ، وتضمن الفصل الثاني اهمية الخليج العربي في المدركين الامريكي والصيني،بينما تناول الفصل الثالث المشاريع والمبادرات الامريكية-الصينية في الخليج العربي بعد احداث 2011.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (جيد جدا عالي ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 3/12/2020 على قاعة جهاد الحسني .
Comments are disabled.