ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير ( دور المصلحة الاقتصاديه في تغزيز قيم التعاون والصراع :الولايات المتحدة الامريكيه والصين بعد ٢٠٠٩ انموذجا ) للطالبة (فرح طلال حسين ) وتناولت الرسالة ان دراسة العلاقات الامريكية-الصينية يتطلب تحديد معاني مفردات الموضوع , وكذلك يتطلب منهجية علمية لتحليله , وكتابة سيناريوهات محتملة لمستقبله . فالنظرية الليبرالية والواقعية تمكننا من فهم العلاقة , وكانت النظرية الليبرالية هي الاقدر على تفسير العلاقات التعاونية , والنظرية الواقعية مكنتنا من تفسير الجانب التصارعي . وفي دراسة لاهم قطبي السياسية الدولية نلحظ احدهما متربع على عرش النظام الدولي , ويحاول المحافظ علية واستمرايته , بينما الاخر يحاول المشاركة بفعالية والأفادة من النظام الدولي ومن ثم احداث تغيرات تمكنة من الهيمنة , ونشر قيمه ونظامه السياسي , وقد تمكنا من خلال المناهج العلمية فهم العلاقة وتطور اتجاهاتها .
ان المصلحة الاقتصادية والاعتمادية المتبادلة تحتم على الطرفين التعاون , بسبب تشابك اقتصادهما من حيث الاستثمار والتبادل التجاري , فهما اكبر الشركاء التجاريين وان علاقتهم السلبية والايجابية تؤثر في مستقبل النظام الدولي , وكلما تتحسن علاقاتهما تتوافر بيئة سليمة للتنمية والتطور , لذا تسعى دول العالم على ادامة العلاقات التجارية بينهما لما لها من نتائج ايجابية على الاقتصاد العالمي , ان علاقة تصارعية بلعبة صفرية , يمكن ان تؤدي الى نتائج وخيمة على اقتصاد الدولتين والعالم , لكن لايمنع من وجود تنافس قد يرتقي الى صراع محدود ومتقطع , يمكن للاقتصاد العالمي تحملة والتعايش معه , ناهيك عن ان السياسية الدولية هي سلوك عقلاني وان عوامل الربح والخسارة تتحكم بطبيعتها , من هنا نستنتج ان العلاقات الامريكية- الصينية تحمل في طياتها التعاون والصراع لا الحرب , لان الدولتين والعالم لا يستطيعا تحملها .
ان جائحة كورونا مثلت فرصة للتعاون والصراع , لكنها ليست بالعمق الذي يمكن ان تحدث تغير اساس في بنية النظام الدولي الحالي , لذا فان علاقتهما ستبقى تتارجح بين التعاون والصراع , الامر الذي يجعلنا نؤمن باستمرار الوضع الراهن مع بعض التغيرات البسيطة في بنية النظام الدولي وهرميته .وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (امتياز ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الخميس الموافق 5/11/2020 على قاعة جهاد الحسني .