ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (ادارة الازمات الدولية واثرها في العلاقات الروسية-الاوربية بعد عام ٢٠٠٨: دراسة حالة اوكرانيا-سوريا انموذجا ) للطالبة ( حنين صلاح الدين شاكر )وتناولت الرسالة تعتبر ادارة الازمة الدولية قضية من القضايا المهمة بل الاكثر اهمية في حقل الدراسات الدولية، فهي ظاهرة متكررة ترتبط بطبيعة النظام الدولي المبني على الاعتماد المتبادل كحتمية؛ اساسها تشابك العلاقات والمصالح ما بين الدول في النظام الدولي، فأن من المهم البحث فيها من اجل ايجاد مقاربات مناسبة لتفادي الوقوع في الازمات مستقبلاً، والتي في النهاية تؤدي الى نشوب حروب وصراعات ممتدة عبر التاريخ.
ان لأي ازمة دولية حدثت سابقا او تحدث مستقبلا لا بد من ان تكون لها اسباب متعددة، قد تكون تلك الاسباب كامنة في البيئة الداخلية او تكون اسبابها في البيئة الدولية او قد تكون في البيئتين معاً، وهذا ما حدث في الازمتين” الاوكرانية، السورية”، حيث الاحتجاجات الداخلية وعدم الاستقرار الداخلي في النظام دفع الدول للتدخل في شؤونها ابان حدوثها، ولاسيما روسيا الاتحادية وحليفتها الصين ، فضلا عن الاتحاد الاوروبي وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية وفقا لمصالح كل منهما في تلك المنطقتين.
فبالنسبة لروسيا الاتحادية هناك اهداف دفعتها للتدخل في ادارة الازمتين الاوكرانية والسورية، فلروسيا اهداف عدة منها سياسية، واقتصادية، واستراتيجية وحتى تاريخية تسعى الى تحقيقها ابان الازمتين وفق وسائل تعتمدها من اجل ارجاع مكانتها دوليا من جديد، اما الاتحاد الاوروبي فبالرغم من تفوق روسيا الاتحادية على عليه في ادارة الازمتين الا ان للاتحاد اهداف ايضا تسعى الى تحقيقها وفق وسائل اعتمدتها في ادارة الازمتين السابقتين .
كما انه لا يمكن ان ننسى ان لكل منهما مصالح مشتركة تدفعهما للاستمرار في العلاقة ابان الازمات الدولية، على الرغم من الاختلافات في وجهات نظرهما في طريقة ادارة الازمتين الاوكرانية والسورية، فكلا الطرفين يختلفان في الوسائل المتبعة في الادارة، ولكن مصالحهما المشتركة تدفعهما الى الاستمرار في العلاقة ابان ادارة الازمتين الدوليتين وربما في ازمات التي يمكن ان تحدث مستقبلا. فعلى سبيل المثال استخدمت روسيا القوة العسكرية في كلا الازمتين مما دفع الاتحاد الاوروبي لفرض اجراءات لردعها، ولكن استمر كلهما في الحفاظ على مستوى معين من التعاون من اجل الاستمرار في علاقتهما.
كما انه لا ننسى ان هناك متغيرات بعد العام 2008 لعبت دوراً بارزا في من اجل اظهار العلاقة الروسية-الاوروبية على ما هي عليه ابان ادارة تلك الازمتين ، منها سياسي كما هو الحال في احادي القطبية المتمثل بالولايات المتحدة الامريكية ، تقارب روسي صيني حدث ولا زال مستمر والقضية السياسية الاوكرانية التي ادت بالنهاية الى تأجج الخلافات بين الطرفين، فضلا عن المتغير الاقتصادي المتمثل بالأزمات العالمية ولاسيما الازمة العالمية التي حدثت في الولايات المتحدة الامريكية والتي ادت في نهاية المطاف الى وصولها لأوروبا، كما تعتبر العقوبات الاقتصادية جزءاً من الوسائل التي كانت تلجأ اليها اوروبا في تعاملها مع روسيا ولا زالت تلجأ اليها، فضلا عن مشاريع الطاقة والتي تعتبر من اكثر المؤثرات في العلاقة ، هناك ايضا متغيرات عسكرية اولهم حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ، فضلا عن الدرع الصاروخي التي نشرته ولا زالت تسعى لنشره الولايات المتحدة الامريكية في اوروبا، كما ولعب الارهاب الدولي وانتشار اسلحة الدمار الشامل دوراً محوريا في العلاقة ما بين الطرفين.وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (امتياز ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاحد الموافق 6/12/2020 على قاعة جهاد الحسني .