ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير (التنافس الروسي – التركي في منطقة شرق البحر المتوسط بعد عام 2000 واثره على الاستقرار الاقليمي.) للطالبة (نايري عبدالله نعيم )وتناولت الرسالة (روسيا وتركيا دولتان اورو- آسيويتان، تتمتعان بميزات وخصائص جيو- استراتيجية مهمة, ولديهما إرث تاريخي مليء بالتنافس والصراع منذ ايام روسيا القيصرية والدولة العثمانية؛ وذلك لاسباب تتعلق: بالموقع الجيوبوليتيكي والمضايق التركية، مضافاً اليهما العامل الديني والتراث البيزنطي, فضلاً عن مشكلة الاقليات والعامل القومي. وبعد العام 2000, حدث تغيير جذري في السياسة الخارجية لكلتا الدولتين، نتيجة حدوث متغييرات داخلية متمثلة بوصول نخب سياسية تسعى لإعادة نفوذيهما الاقليمي والدولي, ورغبتهم بإعادة رسم خريطة النظام العالمي, ومتغييرات دولية متمثلة بنهاية الحرب الباردة, وما نتج عنها من ظهور نظام احادي القطبية المتمثل بهيمنة الولايات المتحدة الامريكية على العالم, وتراجع الافكار والايديولوجيات. كل تلك المتغييرات أدت الى خلق تنافس جيو- استراتيجي إقليمي لروسيا وتركيا في منطقة شرق البحر المتوسط, لغرض بسط نفوذها الاقليمي عن طريق توظيف معطياتهم الجيوبوليتيكية والدينية والتاريخية والقومية. فمنطقة شرق البحر المتوسط تُعدّ أهم المناطق الاستراتيجية في العالم. فجغرافياً تقع منطقة شرق المتوسط على حوض البحر المتوسط الذي يُعدّ من أهم البحار في العالم؛ لكونه يتوسط قارات العام القديم (آسيا, وافريقيا, وأوربا)، ومتاخمة لمنطقة البلقان الحيوية بالنسبة لروسيا وتركيا، ووقوعها في منطقة الشرق الاوسط منبع النفط. وتاريخياً تمثل منطقة شرق المتوسط ملتقى الحضارات التاريخية القديمة: الفرعونية واليونانية والرومانية والعربية والاسلامية, فضلاً عن الحضارات المعاصرة. أما اقتصادياً فإنّ منطقة شرق المتوسط غنية بالثروات الطبيعية, والثروات المعدنية, ومصادر الطاقة, والتي لها تأثير كبير في الاقتصاد السياسي العالمي. واستراتيجياً تشكل منطقة شرق البحر المتوسط عمقاً استراتيجياً لاي دولة ترغب في تغيير توازن القوى العالمية، واعادة نفوذها كقوة مهيمنة من جديد، واختبار معايير القوة والتأثير. ففي العام 2011, حدثت تحولات سياسية في المنطقة العربية المتمثلة بالحراك الشعبي في: مصر وسوريا وتونس والمغرب وليبيا, وسقوط الانظمة الدكتاتورية الحاكمة, وتجدد الصراع العربي- الاسرائيلي والقضية الفلسطينية, فضلاً عن اكتشافات الغاز الطبيعي على سواحل منطقة شرق المتوسط, وما نتج عنها من خلافات إقليمية للدول الواقعة في شرق البحر المتوسط بشأن عمليات الحفر والتنقيب في المناطق الاقتصادية الخالصة او المناطق الحدودية المشتركة بينهم. وقد توصلت الدراسة الى خاتمة واستنتاجات, بينت بإنّ منطقة شرق المتوسط تمثل مجالاً حيوياً لروسيا؛ لكونها مرتبطة بامنها القومي, وتحقيق مصالحها العليا المتملثة بالوصول الى المياه الدافئة, وإقامة الشراكات الشرق متوسطية. وتركيا التي تسعى للحصول على هوية جديدة في المناطق المجاورة القريبة منها؛ بسبب فشلها في الحصول على الهوية الاوربية. وبينت الدراسة ايضاً: بانّ المكانة الجيوبوليتيكية والأهمية الاقتصادية لمنطقة شرق المتوسط فرضت على الدولتين: روسيا وتركيا ان تضع منطقة شرق المتوسط ضمن اهتماماتهما واولوياتهما الاساسية. فضلاً عن الاحداث الجيو- سياسية التي حدثت في المنطقة العربية, والاحداث الدولية التي حدثت في العالم, ادت الى: خلق تنافس جيو- استراتيجي في منطقة شرق البحر المتوسط. وقد منحت درجة الماجستير للطالبة بتقدير (جيد جدا عالي) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاثنين الموافق 10/11/2020 على قاعة جهاد الحسني .