ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه (الدين المدني في الفكر السياسي الامريكي ) للطالب (ناطق اسماعيل متعب ) وتناولت الرسالة إن الدين المدني ضرورة اجتماعية سياسية لا غنى للفكر السياسي الأمريكي عنها في تدبير الشأن السياسي الأمريكي سيما وان المجتمع الأمريكي مجتمع له فرادة في التكوين والتنوع لذا كان الحل بالدين المدني لخلق الانصهار والاندماج المجتمعي من اجل تكوين الامة الامريكية ولذلك تم تتبعأطروحة الدين المدني وأثرها في الفكر السياسي الأمريكي سيما بعد ان تطرق روبرت بيلاه الى أعلان الفكرة والتي دفعت الكثير من الباحثين الأكاديميين الى تلقفها والتعرض لها بالتحليل وشانها شأن أية فكرة أخرى فلقد انقسم الباحثون حولها بين مؤيد داعم وبين منتقد معارض لها.
ولقد حاولت الدراسة الإجابة على مجموعة مهمة من التساؤلات منها: هل الدين المدني بعدّه نسق من الأفكار كان بديلا عن الديانات المنظمة؟ كيف أثّر الدين المدني في نشأة الآمة والدولة الأمريكية؟ هل حقق الدين المدني التوازن بين الدين والعلمانية؟ كيف نظر الفكر السياسي الأمريكي لأطروحة الدين المدني؟ ثم كيف تم نقد أطروحة الدين المدني؟ وللإجابة على التساؤلات أعلاه تم تناول الدراسة بفصول اربعة انقسمت الى مباحث ومطالب على وفق متطلبات البحث تلك الفصول كانت على التوالي: ماهية الدين المدني، التأسيس الفكري للآباء المؤسسين وأثره على أطروحة الدين المدني، القوى الدينية وأثرها الفكري في الدين المدني الأمريكي وأخيرا الفصل الرابع وهو القيم السياسية لأطروحة الدين المدني. وبعد ان تمت مناقشة تلك الفصول اعلاه وفقا للمناهج العلمية التي اعتمدتها الأطروحة تبين ان الدين المدني هو ضرورة سياسية واجتماعية دعمت قيام الأمة الأمريكية. وأوضحت الدراسة ايضا ما هو الفرق بين الدين المدني والعلمانية الراديكالية. فالدين المدني يرتكز الى مبدأ الفصل المؤسسي بين الكنيسة والدولة في حين ان العلمانية الراديكالية تطرفت كثيرا في التعامل مع كل الجانب الديني واستبعدته من الحياة العامة تماما. ولا شك فأن تحقيق التوازن بين التضامن والتنوع التعددي هو تحدي حقيقي يواجه الديمقراطية بوجه عام وليس في الولايات المتحدة الأمريكية حسب، إذ إن تواتر العمل في استحضار التأريخ الأمريكي في الوقت الذي تطورت فيه أطروحة الدين المدني في إطار الممارسة وفقا لظروف البيئة الأمريكية وأيضا استلهام الرؤية التوافقية لشريحة الوطنيين المتدينين في مقابل وجهة النظر الخاصة بالتقدميين الليبراليين.
وتبين من الأطروحة في بيان ماهية الدين المدني وتعريفه وانواع الدين المدني الثلاثة وفقا لتصنيفات المفكرين والتي هي الدين المدني بوصفه دينا ثقافيا والدين المدني كقومية دينية ثم اخرها الدين المدني كدين متسامي متعال، وكانت ديناميكية الدين المدني قد تمت ترجمتها وفقا لأحد الأنواع المذكورة آنفاّ، تلك الديناميكية اعطته القدرة على التحرك من نموذج الى آخر على وفق ما تقتضيه مصلحة قيام الامة وانتاج المشروع الأمريكي. ودائما ما كان يركز الدين المدني على المبادئ الأخلاقية للحظات التأسيسية. وعلى وفق هذه الرؤية يقدم المدني الأمريكي نموذجاً ويطرحه للقياس على معيار دائم وان كان ذلك المعيار ليس أبديا مثلما ينظر الأصوليون الى الشريعة الألهية او نظرة الجمهوريون الى القانون الطبيعي. وبهذه الصيغة وضع الدين المدني نفسه بعيدا عن التقاليد المتطرفة للأصوليين والمتشددين سواء كانوا من القوميين، المتدينين أو العلمانيين.وقد منحت درجة الدكتوراه للطالب بتقدير (جيد جدا عالي ) متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية وذلك يوم الاربعاء الموافق 16/12/2020 على قاعة الحرية .