نظّمت كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد، من خلال وحدة التعليم المستمر، فعاليتين علميتين تناولتا موضوعين محوريين في ميدان العلاقات الدولية: فاعلية السياسة الخارجية الأمريكية من خلال نموذج هنري كيسنجر، والأبعاد المتعددة للقمة العربية – العراقية الرابعة والثلاثين، وذلك على قاعة الدكتور جهاد الحسني، وبمشاركة جمع من التدريسيين والباحثين والطلبة.
جاءت الفعالية الأولى في إطار ورشة تدريبية موسومة “فاعلية السياسة الخارجية الأمريكية: هنري كيسنجر أنموذجاً”، قدّمها الأستاذ المساعد الدكتور أحمد عبدالواحد عبدالنبي، التدريسي في قسم دراسة الأزمات/ مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية – جامعة بغداد. واستعرض المحاضر الدور المحوري الذي اضطلع به وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في صياغة السياسة الخارجية للولايات المتحدة خلال سبعينيات القرن الماضي، متناولاً أبرز إسهاماته الفكرية والسياسية في مجالات الأمن القومي والعلاقات الدولية والأزمات العالمية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهم نظرياته مثل الدبلوماسية المكوكية، وسياسة الاحتواء المزدوج، ونظرية الحرب النووية الصغيرة، التي لا تزال تدرّس في مراكز البحث والمعاهد السياسية العالمية.
أما الفعالية الثانية فتمثّلت في الندوة العلمية الموسومة “الأبعاد المتعددة للقمة العربية – العراقية الرابعة والثلاثين: تحليل شامل للتحديات والأفق”، التي حاضر فيها كل من: م.د. جعفر الصادق مهدي عطية، م.م. رشا فاضل جزاع، وم.م. علي عبدالمطلب صادق من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية/ جامعة بغداد. وقد ناقشت الندوة طبيعة عمل جامعة الدول العربية منذ تأسيسها والتحديات التي واجهتها سياسياً واقتصادياً وأمنياً، مع تقديم قراءة تحليلية لمجريات القمة الرابعة والثلاثين التي استضافتها بغداد في 17 أيار 2025، في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية اتسمت بتصاعد الصراع في غزة، واستمرار الأزمات في سوريا واليمن والسودان، وتزايد الضغوط الاقتصادية والأمنية على معظم الدول العربية.
وخلصت الورشة والندوة إلى جملة من التوصيات المشتركة، من أبرزها:
• التأكيد على أهمية دراسة فاعلية السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط والعالم، والتوسّع في تحليل شخصيات فاعلة مثل هنري كيسنجر لفهم ديناميات العلاقات الدولية.
• ضرورة إصلاح هيكلي لجامعة الدول العربية بما يضمن تفعيل آليات عملها، وإنشاء صندوق دائم للإعمار والإغاثة، وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي عبر مشاريع استراتيجية مشتركة.
• تمكين منظمات المجتمع المدني في جهود إعادة الإعمار، وتوسيع قنوات الدبلوماسية العربية مع القوى الدولية المؤثرة.
• متابعة سير أعلام السياسة الدولية والمخضرمين منهم بوصفهم مرجعاً مهماً لفهم السياقات الجيوسياسية المعاصرة






