ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة ” تأثير التغيرات المناخية العالمية في الأمن الدولي للطالب “محمد موفق مكي “
وتناولت الاطروحة التغيرات المناخية العالمية اصبحت تُمثل تهديداً للأمن الدولي، عن طريق تأثيراتها السلبية المُختلفة والمُتعددة الأبعاد في الأنظمة البيئية الطبيعية، بما ينعكس على مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للأفراد والجماعات والدول، ومع ازدياد حدتها ووتيرتها في المستقبل، يتوقع لها أن تُمثل عاملاً من عوامل عدم الاستقرار وانعدام الأمن على المستوى المحلي والإقليمي، وأن تكون أحد العوامل الدافعة لحدوث النزاعات والصراعات على المستوى الدولي.
فمظاهر وآثار التغيرات المناخية أصبحت تُهدد استقرار النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنظم البيئية المُعتمِدة عليها، كون أن آثار هذه التغيرات تنطوي على اضرار اقتصادية تُهدد أنماط معيشة الأفراد والجماعات داخل الدول بما ينعكس سلباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والاستقرار السياسي، ومن ثم فأنها تنطوي على تهديدات خطيرة تتعلق بالحاجات الأساسية للحياة كتوافر موارد الأغذية ومياه الشرب والمأوى الآمن، الأمر الذي من شأنه أن يخلُق توترات اجتماعية ناتجة عن الكوارث الطبيعية والندرة البيئية التي تسببها مظاهر التغير المناخي، وقد تتحول هذه التوترات إلى نزاعات وصراعات مُسلحة داخل الدول- لا سيما الدول الفقيرة والضعيفة إدارياً والهشة اجتماعياً وسياسياً- عندما تفشل في الحد من آثار وتداعيات مظاهر التغير المناخي في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية وتوفير الحاجات الأساسية لمواطنيها، إذ تتفاعل الجماعات الاجتماعية داخل الدولة مع آثار التغير المناخي بطرق مختلفة منها: الهجرة الجماعية واستخدام العنف في صورة التمرد أو النزاع والصراع المُسلح كوسيلة لتلبية احتياجاتها التي تعجز الدولة عن توفيرها في ظل الندرة البيئية، مع ملاحظة أن مظاهر تغير المناخ وآثارها لها القدرة على التفاعل أيضاً مع المشكلات التقليدية وغير التقليدية التي تُعاني منها الدول مثل: الفقر والبطالة والأنظمة القمعية أو الضعيفة والمشكلات الأثنية والدينية والإرهاب والجريمة المُنظمة والهجرات الجماعية والتجارة غير المشروعة للأسلحة وزراعة المواد المخدرة والإتجار بها والتدهور البيئي الناتج عن الاستغلال المُفرط للموارد الطبيعية وغيرها من المشكلات، مما يفاقم من حدة المشاكل القائمة في بعض الدول، بما يزيد من حالة انعدام الأمن التي تُعاني منها المجتمعات والتي قد تعبر عن نفسها بالنهاية في حالة الصراع المُسلح، مع الأخذ بنظر الاعتبار ان اغلب الآثار السلبية للتغيرات المناخية سيُعاني منها بشكل خاص الدول والمجتمعات الفقيرة ذات الدخل المنخفض حول العالم، والتي لها قدرة محدودة للتعامل مع مشكلاتها الخاصة، ولا تمتلك القدرة الكافية للتكيف مع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، إذ يتوقع لتلك الدول أن تتحول إلى بؤر للصراعات الدولية.
وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه بتقدير “أمتياز” متمنين لجميع طلبتنا الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية .