ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أطروحة الدكتوراه الموسومة “التنافس الأمريكيــ الصيني وانعكاساته في قطبية النظام الدولي (دراسة مستقبلية)” للطالب “حسين رزاق رشيح”.

واوضحت الاطروحة أن التنافس الأمريكي – الصيني يُعدّ من أكثر العلاقات التنافسية تعقيداً في النظام الدولي، فكل من الصين والولايات المتحدة يتأثر بمعطيات البيئة الدولية ويسعى إلى تجسيد عناصر قوته فيها. فالولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تكريس نظام القطبية الأحادية وإبعاد القوى الدولية الصاعدة التي تسعى إلى تغيير شكل هذا النظام، في حين إن خيارات الصين لإعادة رسم وتغيير النظام الدولي تتمثل في: تحقيق ثنائية قطبية (الولايات المتحدة والصين)، أو تحقيق تعددية قطبية يكون للصين فيها دور كبير في قيادة النظام الدولي، أو السعي لمشاركة الولايات المتحدة في قيادة النظام الدولي من خلال القيام ببعض الادوار المهمة وإن بقيت الولايات هي الطرف المهيمن. لقد أسهمت المنافسة الأمريكية- الصينية في السنوات الأخيرة في إعادة النظر بمستقبل النظام الدولي المتمثل في الهيمنة الأمريكية (الأحادية القطبية)، وكذلك أدى التراجع السريع للولايات المتحدة في بعض المجالات، إذ عادت الولايات المتحدة إلى حالتها التأريخية المتمثلة في الانكماش, في حين تتحدى الصين النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ووجودها لاسيما في المحيطين الهندي والهادئ. ويعدّ هذا التحول الهيكلي في المواجهة الصينية الأمريكية المتصاعدة، مختلفاً تماما عن الثنائية القطبية في حقبة الحرب الباردة. ومن ثم سيكون التنافس الأمريكي- الصيني بمثابة عدسة يمكن من طريقها مشاهدة مستقبل النظام الدولي, إذ تشكل الصين الصاعدة تحدياً لمكانة الولايات المتحدة كقوة عظمى مهيمنة. فالصين يمكن أن تشارك الولايات المتحدة الأمريكية في إدارة النظام الدولي من خلال القيام ببعض الأدوار القيادية حتى وإن بقيت الولايات المتحدة الأمريكية هي الطرف المهيمن.

وفي نهاية المناقشة منح الباحث درجة الدكتوراه وبتقدير “جيد جداً” متمنين لجميع طلبتنا الاعزاء الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.

Comments are disabled.