ناقشت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة “الحرب الروسية – الأوكرانية وانعكاساتها على أمن دول شرق أوربا بعد العام 2022” للطالبة “زهراء جاسم كاظم”
واوضحت الرسالة أن الحروب أحد أخطر التهديدات في النظام العالمي; فهي تعد خرقاً للقوانين والأعراف الدولية, والمبادئ الإنسانية, ومن هنا تأتي اهمية الموضوع للدراسة
إنَّ القضية الأوكرانية ليست جديدة, إذ مرت هذه الدولة منذ استقلالها بعد تفكك “الاتحاد السوفياتي” وانتهاء الحرب الباردة, بفترات عدة من عدم الاستقرار والأزمات المتتالية; لأنَّها من أهم دول أوربا الشرقية, ولديها مميزات لا تمتلكها أي دولة أخرى في منطقة شرق أوربا. لذا ارتكزت هذه الرسالة على دراسة الموضوع من جوانب عدة انطلاقاً من بدايات ومسارات الحرب الروسية الأوكرانية وجذورها التاريخية التي نشأت بين دولة روسيا الاتحادية وأوكرانيا; نتيجة تفكك الاتحاد السوفيتي للعام 1991, واستقلال أوكرانيا كدولة؛ وصولاً إلى الحرب الحالية, والتي شنت من قبل الحكومة الروسية بقيادة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في شباط عام 2022 ؛ ومساراتها المستقبلية. وأوضحت الرسالة المتغيرات المؤثرة في العلاقات الروسية – الأوكرانية للعام (2004-2021)، كالمتغير السياسي في العلاقات الروسية الأوكرانية؛ والمتغير الاقتصادي, والمتغير العسكري الأمني. ثم بحثت المواقف الدولية والإقليمية حيال الحرب الروسية – الأوكرانية ومدى انعكاسها على أمن دول شرق أوربا، إذ نجد تبايناً في المواقف حيال هذه الحرب؛ بعض الدول أخذت موقف الحياد وأخرى مؤيدة بشكل مباشر (بيلاروسيا مثلاً) ؛وهنالك دول داعمة لروسيا بشكل غير مباشر (الصين والهند), كما أنَّ هنالك دول رافضة للحرب ( الغرب و الولايات المتحدة الأمريكية) بشكل مطلق و تام ظاهرياً و إعلاميا ؛ بينما الغرب هم السبب الرئيس في هذه الحرب، لاقترابهم من المجال الحيوي الروسي الذي تعده روسيا تهديداً لأمنها القومي؛ إنَّ هذا التباين في المواقف يرجع إلى المصالح الخاصة لتلك الدول وليس لرفض مبدأ الحروب. فضلاً عن البحث في انعكاسات الحرب الروسية – الأوكرانية على أمن دول شرق أوربا . إذ أن الحروب لها عواقبها المدمرة وطويلة الأمد, إذ دائماً ما ينتج عنها نشوء التنظيمات الارهابية والحركات المسلحة (حركات ما يسمى بالتحرير الوطني) والتي تتحول فيما بعد إلى حركات إرهابية وعصابات إجرامية, فضلاً عن الاختلالات الاجتماعية (الهجرة والنزوح)؛ والاقتصادية التي لا يمكن معالجتها بفترة قصيرة. وأخيراً تم تحليل الاحتمالات المستقبلية (السيناريوهات) للحرب الروسية – الأوكرانية؛ وأوضحت ( السيناريو) الاكثر واقعية لمسار هذة الحرب؛
وفي نهاية المناقشة منحت الباحثة درجة الماجستير وبتقدير “أمتياز” متمنين لجميع طلبتنا الاعزاء الموفقية والنجاح في حياتهم العلمية والعملية.
