أطلقت كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد أعمال مؤتمرها العلمي الدولي الرابع بالتعاون مع مستشارية الامن القومي والموسوم “استراتيجية الامن الوطني العراقي في تعزيز التنمية المستدامة”، وذلك بحضور واسع من الأكاديميين والباحثين العراقيين والعرب.
وافتتح المؤتمر عميد الكلية الاستاذ المساعد الدكتور عادل البديوي بكلمة اشار فيها الى ان الدول التي تعاني من الفقر والبطالة وعدم الاستقرار تعاني ايضا من تهديدات امنية كبيرة، وفي المقابل فأن الاستثمار في التعليم والصحة والبنية التحتية يسهم بشكل مباشر في بناء مجتمع امن ومستدام، مؤكداً ان الامن ليس حصناً من الفولاذ انما هو منظومة متكاملة من القيم والمؤسسات والاستراتيجيات والسياسات التي تحمي الوطن وتصون مقدراته، موضحاً ان التنمية ليست مجرد ارقام ومؤشرات اقتصادية بل هي عملية شاملة تستهدف الانسان وتؤمن بقدراته، مبيناً ان الامن الوطني لا يقتصر على حماية حدودنا ومواجهة المخاطر الارهابية او التهديدات الخارجية فقط بل يجب ان ندرك ان الامن ينطلق من داخل مجتمعاتنا، حيث ان الامن الوطني لا يحقق عبر القوة العسكرية او الاعتبارات السياسية فحسب بل يكون له زخم حقيقي عندما يتداخل مع مفهوم التنمية المستدامة فالأمن الوطني لا ينفصل عن التنمية فهما وجهان لعملة واحدة.
وشهد المؤتمر في يومه الاول انعقاد ثلاثة جلسات بحثية خرجت بعدة توصيات ابرزها بناء شراكات دولية مع الدول والمنظمات الدولية للاستفادة من الخبرات والموارد الازمة لتحقيق التنمية المستدامة في العراق، فضلاً عن تنويع مصادر الدخل والابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط، عن طريق الاستثمار في القطاعات الاخرى لتحقيق تنمية مستدامة في العراق، بالإضافة الى الحفاظ على البيئة وحماية الموارد الطبيعية، والحد من تلوث الماء والهواء والذي وصل لمستويات كبيرة في العراق، لاسيما في العاصمة بغداد، مع التأكيد على تعزيز مشاركة المرأة والشباب في جميع ابعاد البيئة المستدامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، والعمل في البرلمان العراقي لإصدار التشريعات المناسبة للمشاريع المستدامة، فضلاً عن ايجاد البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية المناسبة للتنمية المستدامة في العراق، عن طريق مكافحة الفساد وتقليل البيروقراطية في الادارة والمؤسسات .

Comments are disabled.